للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شيخ الشام في وقته، رحل إلى البلاد، ولقي الشيوخ، وصنَّف، وتوفي بدمشق، ودُفن بالباب الصغير.

سمع الرَّبيع بن سليمان وغيره، وروى عنه أبو أحمد بن عدي وغيره.

ووَثَّقه أبو أحمد الحاكم، وقال الدارقطني: تفرَّد بأحاديث وليس بالقوي.

أحمد بن القاسم بن نَصْر، أبو بكر (١)

ولد سنة اثنتين وعشرين ومئتين، وسمع الحسن بن حَمَّاد سَجَّادة وغيره، وروى عنه ابن شاذان وغيره، وكان ثقةً، وأنشد: [من البسيط]

لا تَتْرُك الحَزْمَ في أمرٍ هَمَمْتَ به … فإن سَلِمْتَ فما في الحَزْمِ من باسِ

العَجْزُ ضُرٌّ وما بالحَزْم من ضَرَرٍ … وأحْزَمُ الحَزْم (٢) سوء الظَّنِّ بالناسِ

جعفر المُقْتَدر بن أحمد المُعْتَضد

ابن أبي أحمد المُوَفّق بن المُتَوكّل (٣).

قد ذكرنا خبرَ مؤنس ونفوره منه، واستيلائه على الموصل وديار ربيعة، ولمَّا بلغ الفُرسانَ المقيمين بالحَضْرة ذلك، وما أخذ من أموال بني حَمْدان؛ تَسلَّلوا إليه، وحملوه على العَوْد إلى بغداد بعد أن أقام بالموصل تسعة أشهر.

ولمَّا بلغ الجُندَ المُقيمين بالحَضْرة انحدارُه شَغَبوا وطلبوا المال، فأطلق لهم المقتدر أموالًا عظيمةً، وأخرج مِضرَبَه إلى باب الشَّمَّاسيَّة، وبعث أبا العلاء سعيد إلى سامُرَّاء في ألف فارس، ثم أرْدَفه بمحمد بن ياقوت في مثلها وجماعة من الحُجَريَّة، فلما قَرُب مؤنس من عُكْبَرَا انعطَفُوا راجعين إلى باب الشمَّاسية، فعسكروا به.


(١) تاريخ بغداد ٥/ ٥٧٨، وتاريخ الإِسلام ٧/ ٣٦٦، والسير ١٤/ ٤٦٦.
(٢) في (خ ف): وأحزم الناس، وهو خطأ، والمثبت من تاريخ بغداد.
(٣) مروج الذهب ٨/ ٢٤٧، ٢٧٢، وصلة الطبري ١٤٢، وتكملته ٢٦٩، وتاريخ بغداد ٨/ ١٢٦، والمنتظم ١٣/ ٥٩، ٣٠٨، والكامل ٨/ ٢٤١، وتاريخ الإِسلام ٧/ ٢٢٦، ٣٦٨، والسير ١٥/ ٤٣.