كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان

السنة التاسعة والستون - ومن حروب الجزيرة - ج: 8 - ص: 482

[ومن حروب الجزيرة]

يومُ الثَّرْثَار الأوّل

وهو نهر (١) ينزع من ماء (٢) نَصِيبِين، ويفرغ فِي دجلة بين الكُحيل ورأس الإيَّل، وهو جبل (٣).

حَشَدَتْ تغلب النَّمِر بن قاسط وبني شيبان وغيرهم، وكان عليها زياد (٤) بن هَوْبَر التغلبي، وعلى قيس عميرُ بن مالك بن الحُباب السُّلَمي (٥)، فالتَقَوْا بالثَّرْثَار، فاقتتلُوا، فكانت الدَّبَرَة (٦) على قيس، فَقَتَلتْ تَغْلب منهم مقتلةً عظيمة.

وفي ذلك يقول الأخطل:

لَعَمْري لقد لاقَتْ سُليمٌ وعامرٌ … إلى جانب الثَّرْثارِ راغيةَ البَكْرِ (٧)

[يوم الثرثار الثاني]

تجمَّعت قيس وعليها عُمير بنُ مالك بن الحُباب السُّلَمي، وأتاهم زُفَر بنُ الحارث من قرقيسيا، وكان عبد الملك مشغولًا عنه بعمرو بن سعيد، وكان على تَغْلب زيادُ بنُ هَوْبَر، وكان زُفَر نجدةً لقيس، فكانت الدَّبَرة (٨) على تَغْلب، فقُتل منهم خلقٌ عظيم، وانهزم الباقون.

---

(١) عبارة (ص): … يوم الثرثار. قال الجوهري: الثرثار اسم نهر. ولم يعيّنه. وعيَّنَه البلاذري فقال: هو نهر …
(٢) فِي "أنساب الأشراف" ٦/ ١٦٦: هرماس، بدل: ماء.
(٣) ينظر "معجم ما استعجم" ٦/ ٢١١ و ٣٣٨.
(٤) ويقال: يزيد، كما فِي "أنساب الأشراف" ٦/ ١٦٦.
(٥) كذا وقع هنا وفي الموضع التالي، وهو وهم، وإنما هو عُمير بن الحُباب.
(٦) فِي (ص): الدائرة.
(٧) ينظر "أنساب الأشراف " ٦/ ١٦٦ - ١٦٨ و"ديوان" الأخطل ص ١٣٣. وقوله: راغية البَكْر؛ قال المبِّرد فِي "الكامل" ١/ ٧: أراد أنَّ بَكْرَ ثمْود رغا فيهم فأُهلكوا، فضَرَبَتْه العربُ مثلًا ..
(٨) فِي (ص): الدائرة. وكذا فِي الموضع الآتي.