فقال كعب: هو اسم الرجل، وقيل: اسم امرأة، وليست هذه البسوس التي أهاجت الحرب بين بكر وتغلب بن وائل، وسنذكرها فيما بعد.
والخامس: أنها عامة في كلّ مَن انسلخ عن الحق من بعد ما أعطيه من اليهود والنصارى والمسلمين، قاله الرَّبيع بن أنس.
والسادس: أنها نزلت في المنافقين، قاله عكرمة.
والسابع: في قريش، أتتهم آيات الله على لسان رسوله فانسلخوا منها، قاله عبادة بن الصامت.
والثامن: في منافقي أهل الكتاب كانوا يعرفون رسول الله ﷺ كما يعرفون أبناءهم ولكن انسلخوا منه، قاله الحسن وابن كيسان.
والتاسع: في الرهبان الذين آتاهم الله الإنجيل فانسلخوا من أحكامه يرضون النصارى بذلك فغيَّروا وبدّلوا، قاله مقاتل.
والعاشر: أنه ضُرِبَ مثلًا لمن أعرض عن الهدى بعد أن عرض عليه، قاله مقاتل.
والمشهور: أنها نزلت في بلعام، وقيل: إنه كان يسكن قرية من قرى الشام يقال لها: بالعة.
[فصل في ذكر قصته]
ذكر علماء السير كابن عباس ووهب والسّدي وابن إسحاق وغيرهم: أنه كان قد أوتي الاسم الأعظم، وكان يسكن بالبلقاء، فلما نزل موسى ﵇ على أَرِيحا لحرب الكَنعانيين أتى قومُ بلعام إليه وقالوا: هذا رجل حديد ومعه جنود كثيرة، وقد جاء ليخرجنا من أرضنا ويُحلَّها بني إسرائيل، ونحن بنو عَمِّكَ، وأنت رَجُلٌ مجابُ الدعوة فادعُ عليه أن يردَّه الله عنَّا، فقال لهم: ويحكم، نبي الله ومعه الملائكة والمؤمنون فكيف أدعو عليهم، وأنا أعلم من الله ما أعلم؟! إن فعلتُ ذلك ذهبتْ دنياي وآخرتي. فبكوا وتضرَّعوا إليه فقال: حتى أؤامرَ ربي، وكان لا يدعو حتى يرى ما يؤمر به في المنام، فتآمر في الدعاء عليهم فقيل له في المنام: لا تدعُ عليهم، فقال لقومه: قد أُمرتُ أن لا أدعو عليهم، فأهدوا له هدايا كثيرة ورشوة فافتتن، ووعدهم أن يدعو عليهم.