للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السَّنة الثالثةُ والثمانون بعد المئة

فيها خرج من الخَزَر خلقٌ عظيمٌ من باب الأبواب، وكانوا مئةَ ألف وملكهم، وكان قد زوَّج ابنتَه من الفضل بنِ يَحْيَى (١)، فماتت في طريقها قبلَ وصولها، فقيل لخاقان: إنَّ المسلمين قتلوها غِيلة، فخرج بهذا السَّبب.

وقيل: إنَّ سعيد بن سَلْم (٢) بن قتيبةَ كان على إِرمينية، فقتل المنجِّمَ السُّلمي، فدخل ابنُه إلى الخَزَر فاستنصرهم على سعيد، فخرجوا إلى سور بابِ الأبوابِ فثلموه، ودخلوا إلى بلادِ المسلمين، فأغاروا عليها، وقُتل من المسلمين وأهل الذِّمَّة مئة ألف، ونكحوا المسلماتِ وبقروا بطونَ الحَبَالى، وذبحوا الأطفال في المهود، وسَبَوا خلقًا عظيمًا، وفعلوا فعلًا لم يُسمع في الإِسلام بمثلهِ، وهرب سعيدُ بن سَلْم، وبلغ الرَّشيد، فجهز الجيوشَ مع خزيمةَ بن خازم، وولَّى يزيدَ بن مَزْيَدٍ أرمينيةَ وأَذربيجان، فساروا، فوجدوا العدوَّ قد رجع إلى بلاده بالغنائم والسَّبايا، فسدُّوا الثُّلْم وأَصلحوا ما أفسد القوم، ورجع خزيمةُ فأقام بنصيبين رِدءًا ليزيدَ بن مَزْيَد، وحجَّ بالنَّاس العباسُ بن موسى الهادي.

فصل وفيها توفي

[إبراهيم بن سعد]

ابن إِبراهيمَ بن عبد الرَّحمنِ بن عوف، أبو إسحاقَ الزُّهريّ.

من الطبقة السادسةِ من أهل المدينة. وأمُّه أَمَةُ الرَّحمنِ (٣) من بني عبد بنِ زَمْعَة، من بني عامر بن لؤيّ.


(١) كذا، والخبر مفصل موضح في تاريخ الطبري ٨/ ٢٧٠، والكامل ٦/ ١٦٣، والمنتظم ٩/ ٨٣، وتاريخ الإسلام ٤/ ٧٨١.
(٢) في (خ): سالم حيثما وردت، وفي المنتظم ٩/ ٨٣، والبداية والنهاية ١٣/ ٦٢٢: مسلم. والمثبت هو الصَّحيح، انظر التاريخ الكبير ٤/ ١٥٨، وتاريخ الطبري ٨/ ٢٧٠، والثقات ٦/ ٤٢٠، وتاريخ بغداد ١٠/ ١٠٥، والأنساب للسمعاني ٢/ ٦٧، والكامل ٦/ ١٦٣، وبغية الوعاة ١/ ٥٨٤.
(٣) في (خ): عبد الرحمن، وهو خطأ. انظر طبقات ابن سعد ٧/ ٥٨٢، وانظر ترجمته في تاريخ بغداد ٦/ ٦٠١، والمنتظم ٩/ ٨٤، وتهذيب الكمال، وتاريخ الإسلام ٤/ ٧٩٦، والسير ٨/ ٣٠٤.