للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقال: إن ذلك كان في غزاة تبوك.

[وفيها: توفي]

[عبد الله بن أبي]

[ابن سلول المنافق (١)]، وأبي هو ابن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم، ويعرف سالم بالحُبْلَى، وسلول امرأة من خزاعة وهي أم أُبَي بن مالك، وأم عبد الله بن أبي خولة بنت المنذر بن حرام (٢)، من بني النجار، وعبد الله سيد الخزرج في الجاهلية، فلما قدم رسول الله المدينة، وقد جمعوا له الخرز ليتوجوه، حسد عبد الله بن أبي بن مالك (٣) رسولَ الله ، وبغى عليه، ونافق، فاتضع شرفه.

[وقد ذكره الواقدي في "المغازي" فقال:] ومرض في ليالي من شوال، ومات في ذي القعدة، فكان مرضه عشرين ليلة، وكان رسول الله يعوده فيها، فلما كان اليوم الَّذي مات فيه دخل عليه رسول الله وهو يجود بنفسه، فقال له رسول الله : "قد نهيتك عن حب يهود" فقال عبد الله: قد أبغضهم سعد بن زرارة فما نفعه، ثم قال ابن أبي: يا رسول الله، ليس بحين عتاب، هو الموت، إن مت فاحضر غسلي، وأعطني قميصك أكفن فيه، فأعطاه قميصه الأعلى، وكان عليه قميصان، فقال: أريد الَّذي يلي جلدك، [فنزع قميصه الَّذي يلي جلده] فأعطاه، ثم قال: صل علي، واستغفر لي.

[قال الواقدي: وكان جابر بن عبد الله يقول خلاف هذا، يقول: جاء رسول الله بعد موت ابن أبي إلى قبره فأمر به فأخرج، فكشف عن وجهه ونفث عليه من ريقه، وأسنده إلى ركبتيه وألبسه قميصه.

قال الواقدي: والأول أثبت عندنا أن رسول الله] حضر [جنازته و] غسله، وتكفينه، ثم حمل إلى موضع الجنائز، فتقدم رسول الله ليصلي عليه، فوثب عمر ابن الخطاب رضوان الله عليه فقال: يا رسول الله، أتصلي عليه وقد قال يوم كذا كذا، ويوم كذا كذا، يعدُّ عليه، فتبسم رسول الله وقال: "أَخِّر عنِّي يا عمرُ" فلما


(١) ما بين معقوفين زيادة من (ك)، وانظر جمهرة ابن حزم ٣٥٤، والمنتظم ٣/ ٣٧٧، وطبقات ابن سعد ٣/ ٥٠٠.
(٢) في طبقات ابن سعد ٣/ ٥٠١ أن خولة أم عبد الله بن عبد الله، فهي زوجة عبد الله بن أبي.
(٣) في (ك): عبد الله بن أبي سلول.