للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والثالثة: الجنوب، قال: وهي التي تقابل الشمال (١). قال: والدَّبور الريح التي تقابل الصَّبا (٢).

فصل فيما بين كلِّ سماء وسماء، وما ورد في ذلك من الأنباء

قد ذكرنا مذهبَ الأوائل في صور الأفلاك وما يتعلق بها، وأما على مذهب المتشرعين فهي السماوات عندهم، وقد ورد في الجهة أخبار [عن العباس وأبي ذر وأبي هريرة رضوان الله عنهم فأما حديث] العباس (٣): فقال أحمد بن حنبل: بإسناده عن العباس بن عبد المطلب قال: كنّا جلوسًا عند النبيِّ بالبَطْحاء، فمرت سحابة فقال: "أَتدرُون ما هذه؟ " قلنا: السحاب، قال: "والمُزْن"، قلنا: والمُزْن، قال: "والعَنَان" قلنا: والعَنَان، قال وسكتنا، فقال: "هل تَدْرُون كم بينَ السَّماءِ والأرضِ؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: "بَينَهما مَسيرةُ خَمسِ مئةِ سنةٍ، وبين كلِّ سَماء وسَماء مَسيرةُ خمسِ مئةِ سنةٍ، وكِثَفُ كلِّ سَماء خَمْسُ مئة سنةٍ، وفوقَ السَّماء السَّابعةِ بحرٌ بينَ أعلاهُ وأسفلِه كما بينَ السَّموات والأرضِ، ثم فوق ذلك ثمانية أَوْعال بين رُكَبهن وأَظْلافهن كما بين السَّماء والأرضِ (٤)، واللهُ تعالى فوقَ ذلك، وليسَ يَخفَى عليه شيءٌ مِن أعمَالِ بَنِي آدمَ" (٥).

وأما حديث أبي ذر: فأنبأنا جدي، قال: أنبأنا زاهر بن طاهر النيسابوري بإسناده عن أبي نَضْرة، عن أبي ذرٍّ قال: قال رسول الله : "ما بينَ الأرضِ إلى السماءِ مَسيرةُ خمسِ مئةِ عامٍ، وغِلَظ كلِّ سماءٍ خمسُ مئة عامٍ، والأَرَضُون مثل ذلك؛ وما بين السماء السابعةِ إلى العَرْشِ مثلُ جميع ذلك، ولو حَفرتم لصاحِبِكم ثم دَلَّيتُمُوه لوجدتم اللهَ ثمةَ" (٦).


(١) "الصحاح": (جنب).
(٢) "الصحاح": (دبر).
(٣) ما بين معكوفين من كنز الدرر ١/ ٤٣.
(٤) بعدها في "المسند": "ثم فوق العرش، بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض".
(٥) أخرجه أحمد في "مسنده" (١٧٧٠) وإسناده ضعيف جدًّا.
(٦) "العلل المتناهية" (٧) وهو منكر، وسيأتي الكلام عليه عند المصنف.