للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكيف أخشى الفقرَ ما عشتَ لي … وإنَّما كفاك [لي] رأسُ (١) مالْ

فأمر له بجائزة، ثم دخل عليه في اليوم الثالثِ فأنشده: [من الخفيف]

بَهِجاتُ الثياب (٢) يُخلِقها الدَّهـ … ـرُ وثوبُ الثَّناءِ غضٌّ جديدُ

فاكسُني ما يَبيد أَصلحك اللهُ … فإنِّي أَكسوك ما لا يبيد

فأَجازه وخلع عليه.

[وكان قد سُعي للرشيد بالعتَّابي، فذكر ابنُ عبدوس في كتاب "الوزراء" أنَّه كان قد نُقل إلى هارونَ أن العتابيَّ يقول بالاعتزال، فطلبه، فهرب إلى اليمن، فأقام بها زمانًا على وَجَل، فأراد يحيى بنُ خالدٍ أن يشفعه، فاحتال على الرشيد فأَسمعه شيئًا من خُطبه ورسائله، فاستحسن ذلك وقال: لمن هذا؟ فقال يحيى: للعتَّابي، قال: قد أمَّنَّاه فلْيحضر.

وقيل: إنَّ] الرشيدَ طلبه (٣)، فأخفاه يحيى بنُ خالد، ولم يزل يستصلح له قلبَ الرشيدِ حتَّى أمَّنه، فقال: [من البسيط]

ما زلت في غَمَرات الموتِ مطَّرحًا … قد ضاق عني فسيحُ الأرض من حِيَلي

فلم تزل دائبًا تسعى بلطفك لي … حتَّى اختلست حياتي من يدَي أجلي (٤)

وقيل: إنَّ الذي فعل ذلك معه جعفرُ بن يحيى [بنِ خالد] (٥).

محمدُ بن صالحِ

ابن بَيْهَسَ بنِ زُمَيل. المتغلِّبُ على دمشقَ أيام أبي العَمَيطَر، وأقام إلى أن قدم ابنُ طاهرٍ دمشقَ وبعث به إلى المأمون، فمات ببغداد. وقيل: إنَّه مات سنةَ عشرٍ ومئتين، وهو الأصحّ.


(١) في الأغاني ١٣/ ١١٧، والوافي بالوفيات ٢٤/ ٣٥٨: بيت مال. وما بين حاصرتين منهما، والخبر بتمامه فيهما.
(٢) في (خ): الشباب، والمثبت من الأغاني وتاريخ بغداد.
(٣) في (خ): وكان الرشيد طلبه ....
(٤) الأغاني ١٣/ ١١٩، والوفيات ٤/ ١٢٢ - ١٢٣، والوافي ٢٤/ ٣٥٦.
(٥) ما بين حاصرتين من (ب).