للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[زياد بن أبي زياد]

مولى عبد الله بن عيَّاش بن أبي ربيعة المخزومي، من الطبقة الثانية من التابعين من موالي أهل المدينة.

كان رجلًا عابدًا معتزلًا للناس، لا يزال يكون وحدَه يذكرُ الله، وكانت فيه لُكْنةٌ، وكان يلبس الصوف، ولا يأكل اللحم، وكان له دريهمات يعالج [له] فيها.

وكان صديقًا لعمر بن عبد العزيز ، وكان إذا أتى إليه يتخطَّى رقابَ بني أمية، وكانوا يمتعضون من ذلك.

وقدم عليه وهو خليفة، فوعظه، وقرَّبَه عُمر، وخَلا بهِ، وكان بينهما كلام كثير.

ولزياد عقب بدمشق، وروى عنه إسماعيل بن أبي خالد وغيرُه، وروى عن أنس بن مالك (١).

وقال محمد بن المنكدر: إني خلَّفتُ زياد بنَ أبي زياد وهو يُخاصم نفسه في المسجد يقول: اجلسي، أين تريدين أن تذهبي؟ إلى دار فلان؟ انظري إلى هذا المسجد.

قال: وكان يقول لنفسه: ما لكِ من الطعام إلا هذا الخبز والزيت، وما لكِ من الثياب إلا هذين الثوبين، وما لك من النساء إلا هذه العجوز، أفتُحبِّين أنْ تموتي؟ قالت: أنا أصبرُ على هذا العيش (٢).

وكتب عمر بن عبد العزيز إلى مولاه ليشتريَه منه، فأبى، وأعتقه مولاه (٣).


(١) طبقات ابن سعد ٧/ ٣٠٠، وتاريخ دمشق ٦/ ٥٢٢ - ٥٢٥ (مصورة دار البشير). وما سلف بين حاصرتين منهما. واسم أبيه (أبي زياد): ميسرة.
(٢) في (خ) (والكلام منها): أنا أصبر على هذا المواضع لي شئت (؟). والمثبت من "تاريخ دمشق" ٦/ ٥٢٦، و"صفة الصفوة" ٢/ ١٠٦، و"المنتظم" ٧/ ٩١.
(٣) صفة الصفوة ٢/ ١٠٦، والنتظم ٧/ ٩١. وروايته في "تاريخ دمشق" ٦/ ٥٢٧ أن عمر بن عبد العزيز عرض عليه أن يشتريَه من الفيء، فيُعتقه، فأبى ذلك زياد. قال مالك بن أنس (راوي الخبر): فلا أدري لأيّ شيء ترك ذلك زياد مولى ابن عياش. اهـ. وذكر ابن عساكر قبله ٦/ ٥٢٤ رواية أخرى عن مالك وفيها أن الناس أعانوه على فكاك رقبته.