للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعاشت إلى زمن المهديّ، فلما قدمَ المهديُّ إلى بيت المقدس؛ جاءته خَزْرَج، وانتسبتْ إلى شدَّاد بن أوس، وأعطَتْه النَّعل، فقَبِلَها منها، وأعطاها ألفَ دينار، وكتبَ لها قرية. وكان محمد باقيًا، فأمر بحمله إليه على أيدي الرِّجال، فحُمل إليه، وطلب منه النعل الآخر، فبكى، وناشَدَه بقَرابته من رسول الله أن لا يفرِّقَ بينه وبينه، وقال: إنَّ الأمر قد قَرُب، فلا تفجعني فيها. فَرَقَّ له المهدي، ولم يأخذها منه، ووصلَه (١).

ومن مسانيد شدَّاد : قال الإمام أحمد بن حنبل (٢): حدثنا عليُّ بنُ إسحاق، حدَّثنا ابنُ المبارك [أخبرنا] أبو بكر بن أبي مريم، عن ضَمْرَة بن حبيب، عن شدَّاد بن أَوْس قال: قال رسولُ الله : "الكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَه وعَمِلَ لِما بَعْدَ الموت، والعاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَه هواها، وتمنَّى على الله ﷿".

روى شدَّاد عن كعب الأحبار، وروى عن شدَّاد: ابنُه يعلى، وأبو إدريس الخَوْلاني، وأبو الأشعث الصنعاني، وأبو أسماء الرَّحَبي، وجُبير بن نُفير، ومحمود بن لَبِيد في آخرين.

[شيبة بن عثمان بن أبي طلحة]

عبدِ الله بن عبد العُزَّى بن عثمان بن عبد الدار بن قُصَيّ العَبْدَرِيّ الحَجَبيّ.

وأبو [هـ] عثمانُ الأَوْقَصُ أحدُ حَمَلَةِ اللواء يومَ أُحُد قتلَه عليٌّ (٣).

وشيبةُ بن عثمان حاجبُ الكعبة الذي آلَ (٤) ولدُه سِدانَةَ البيت.

وهو من الطبقة الرابعة (٥) مِمَّن أسلمَ بعد حُنين، وكان قد خرجَ بعد الفتح مع النبيِّ ، فأَطْلَعَ اللهُ رسولَه على ما في قلبه، فأسلم.

وكنيتُه أبو عثمان، وأمّه أمُّ جميل بنتُ عُمير بن هاشم.


(١) بنحوه في "تاريخ دمشق" ٨/ ٣. وما سلف بين حاصرتين منه.
(٢) في "المسند" (١٧١٢٣)، وما سيرد بين حاصرتين منه، ولا بدَّ منه.
(٣) ينظر "طبقات" ابن سعد ٦/ ٦٣، و"الاستيعاب" ص ٣٣٦، والهاء بين حاصرتين من عندي لضرورة السياق.
(٤) أي: وَلِيَ. ووقع في (م) ت إلى.
(٥) في (م): وذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة. . . إلخ. وهو في "الطبقات" ٦/ ٦٣.