للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنْ تسلخا.

وقال جعفر بن [القاسم بن جعفر بن] (١) سليمان الهاشمي له: ها هنا آية نزلت فينا بني هاشم خاصَّة، قال: ما هي؟ قال: قوله تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ﴾ [الزخرف: ٤٤] فقال: ونحن معكم فيها، فقال جعفر: بل هي لنا خاصَّة، قال: فخذ معها: ﴿وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ﴾ [الأنعام: ٦٦]، فسكت ولم يحر جوابًا.

توفي بالبصرة في شهر رمضان.

ورآه رجلٌ في المنام، فقال له: ما فعلَ الله بك؟ قال: غفرَ لي بحبِّي إياه.

سمع حمَّادَ بن سَلَمة، وكان عنده تسعة آلاف حديث، وسمع أيضًا سفيان بن عيينة، وصالح المُرِّيّ، وخلقًا كثيرًا.

ورَوى عنه الإمام أحمد بن حنبل رحمة الله عليه، وإبراهيم الحربيّ، والبغويّ وغيرهم.

واتَّفقوا على فضله وثقته وصدقه، وكان من سادات أهل البصرة غيرَ مُدَافع.

وقال أبو يحيى السَّاجي: حدَّث بوَاسِط، فدخل إلى البصرة (٢)، وكان قد فاتَ بعضَ أهل واسط شيءٌ من حديثه، فأخذ جرَّةً جده يدة، وملأها ماءً وغطاها، وتبعه، فلحقه بالبطائح، وقد عدم الماءَ العذبَ، فسُرَّ به، وأخذ الجرَّةَ فوزعها بين أصحابه، وقال: ما حاجتُك؟ قال: فاتني شيءٌ من حديثك، فقال: اقرأ، فقرأه عليه، فأعطاه خمسين دينارًا، ثم أعطاه دراهم، وقال: أنفق هذه في طريقك؛ لتسلم لك الخمسون.

عبدُ الملك بن عبد العزيز

أبو نصر التمَّار، كان عالمًا فاضلًا صدوقًا ثقة زاهدًا، يعدُّ من الأبدال، إلَّا أنه كان ممَّن أجابَ في المحنة، فنهى الإمامُ أحمد رحمة الله عليه عن الكتابة عنه، ولم يُصَلِّ عليه لذلك، وكان جاوز التسعين سنة، وذهب بصره، ومات أولَ يوم من المحرَّم.

سمع مالكَ بن أنس وخلقًا كثيرًا، وأخرج عنه مسلم في "صحيحه" وغيره (٣).


(١) ما بين حاصرتين من تاريخ بغداد ١٢/ ٢١.
(٢) في المنتظم ١١/ ١٣٩: وشخص إلى البصرة.
(٣) انظر ترجمته في طبقات ابن سعد ٩/ ٣٤٢، وتاريخ بغداد ١٢/ ١٦٩، والمنتظم ١١/ ١٣٩، وتهذيب =