قال علماء السير: ولم يكن نبيًا إنما كان رجلًا صالحًا. وهو كالب بن يوفنَّا بن بارص بن يهوذا بن يعقوب ﵇، وهو أحد الرجلين اللذين أنعم الله عليهما قال فيهم الله تعالى: ﴿قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ﴾ [المائدة: ٢٣] وكانت بنو إسرائيل منقادة له، فأقام فيهم على منهاج يوشع أربعين سنة، ومات واستخلف عليهم ابنه. قال كعب: واسمه يوسافاس بن كالب. وكان نظير يوسف ﵇ في الحسن، فافتتن به الرجال والنساء، وكدن النساء أن يغلبنه على نفسه، فسأل الله أن يغيِّر حسنه ويشوِّه وجهه خوفًا من الفتنة، فاستجاب دعواه، فعظم في عين بني إسرائيل، وشرَّفوه وأقرُّوا له بالفضل، فأقام فيهم أربعين سنة على منهاج أبيه (١).
وقيل: إنما ملك بعد كالب فنحاص بن العازر بن هارون ثلاثين سنة، وهو الذي أخذ مصاحف موسى ﵇ فجعلها في خابية من نحاس، ورصَّصها وسدَّ رأسها، وأتى بها صخرة بيت المقدس، فانشقَّت له وبلعت الخابية. ثم دبَّر أمر بني إسرائيل جماعةٌ حتى قام حزقيل.