للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أسند عن جماعة من كبار التابعين، كعطاء وعكرمة ونافع وغيرهم (١).

[محمد بن عبد الرحمن]

ابن المغيرة بن الحارث بن هشام بن شعبة، أبو الحارث القرشي، ويعرف بابن أبي ذئب.

ذكره ابن سعد في الطبقةِ الخامسة من أهل المدينة. وقال: وأمّ أبي ذئب أم حبيب بنت العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي.

وكان أبو ذئب قد أتى قيصر، فسعى به عثمان بن الحويرث شيطان قريش، فحبسَ قيصرُ أبا (٢) ذئب، حتَّى مات في حبسه.

قال: وقال محمد بن عمر: ولدَ محمد بن أبي ذئب سنةَ ثمانين عام الجُحَاف، وكان من أورع الناس وأفضلهم، وكانوا يرمونه بالقَدَر، وما كان قدريًّا، لقد كان ينفي قولَهم ويعيبه، ولكنه كان رجلًا كريمًا، يجلس إليه كلُّ أحدٍ ويغشاه فلا يطرده، ولا يقول شيئًا، وإن هو مرض عادَه، فاتَّهموه بالقدر لهذا.

وكان يصلِّي الليلَ كله، ويجتهدُ في العبادة، ولو قيل له: إنَّ القيامة تقومُ غدًا ما كان فيه مزيد من الاجتهاد.

قال: وأخبرني أخوه أنَّه كان يصومُ يومًا ويفطرُ يومًا، فقدم رجل من الشام، فسأله عن الرجفة، فحدَّثه، فلمَّا قَضى حديثَه -وكان ذلك يوم إفطاره- فقلت له: قم تغدَّى، فقال: دعه اليوم، فسردَ الصومَ من ذلك اليوم إلى أن مات.

وكان شديدَ الحال، يتعشَّى بالخبز والؤيت، وكان يحفظ حديثه كلَّه، لم يكن له كتاب ولا شيءٌ ينظرُ فيه.

قال: ولما خرج محمد بن عبد الله بن حسن بالمدينة لزمَ ابنُ أبي ذئب بيتَه، فلم يخرج منه حتَّى قُتل محمد.

قال: وقال محمد بن عمر: دعا زياد الحارثيُّ محمد بن أبي ذئب ليستعملَه على


(١) انظر ترجمته أيضًا في تهذيب الكمال ١٨/ ١٣٦، وسير أعلام النبلاء ٧/ ١٨٤.
(٢) في (ج): ابن أبي ذئب. والمثبت من طبقات ابن سعد ٧/ ٥٥٨.