للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالشِّعاب والعِقاب، وتدنوَ من خُراسان وفي يدك الحصون والقلاع، وينزل إليك أهلُ الجبال، ولا نَرى أن تُعاجلَ القوم، فإنَّ مطاولتَهم أولى. فقال: تريدون أن تجعلوني طائرًا على رأس جبل! فقال له حبيب أخوه: فسِرْ بأهلك إلى الجزيرة، فاغْلِبْ على بعض حصونها ودَعْ به أهلك ومالك، فإن عطف عليك أهلُ الشام؛ كان أهلُ العراق وراءَك، ويأتيك مَنْ بالموصل من قومك، وأهلُ الجبال والثُّغور، وابذُلِ المال. فقال: قد نزلنا واسطًا (١) ويفعل الله ما يريد، وكلُّ كائن مقضيّ (٢).

وأقام بواسط، ومسلمةُ والعباسُ بن الوليد بأرض الحِيرة.

وحجَّ بالنَّاس عبدُ الرحمن الفِهْريّ (٣)، وهو على المدينة، وكان على مكّة عبد العزيز بن خالد بن أسيد، وعلى الكوفة عبد الحميد بن عبد الرحمن، وعلى قضائها الشعبيّ، وعلى البصرة يزيد بن المهلَّب قد غلب عليها، وعلى خُراسان عبد الرحمن بنُ نُعيم الأزدي (٤).

وكان يزيد بن المهلَّب قد ولَّى على خُراسان أخاه مُدرك بنَ المهلَّب، فلما وصل إلى رأس المفازة قال عبد الرحمن بن نُعيم لبني تميم ولمن بخُراسان: هذا مُدرك قد جاء ليُلقيَ بينكم الحرب وأنتم في عافية وعلى طاعة، فاخْرُجُوا فردُّوه. فخرجَ إليه منهم جماعة وقالوا: أنت أحبُّ النَّاس إلينا وقد خرج أخوك ونابذَ الخلفاء، فإن ظهرَ فإنَّما ذلك لنا، وإن تكن الأخرى فما لك أن تُوقعَنا في البلاء بلا فائدة، فارجعْ. فرجع (٥).

وفيها توفي

أبو أُمامة أسعد بن سَهْل

ابن حُنيف الأنصاري، وأمُّه حَبِيبة بنت أبي أمامة أسعد بن زُرارة أحدِ النُّقَباء.


(١) بعدها في (ب) و (خ) و (د) زيادة: وكان. وهو سبق قلم من ناسخ الأصل. فقد مرّ مثلها قبل أسطر.
(٢) "تاريخ الطبري" ٦/ ٥٨٨. وينظر "أنساب الأشراف" ٧/ ٢٦٣.
(٣) في (ب) و (خ) و (د): المقبري، وهو خطأ. وهو عبد الرحمن بن الضحَّاك.
(٤) "تاريخ الطبري" ٦/ ٥٨٩.
(٥) المصدر السابق ٦/ ٥٨٥ - ٥٨٦.