من الطبقة الأولى من التّابعين من أهل البصرة، واسمُه عِمران بن تيم، وقيل: ابن مِلْحَان، وقيل: عُطارِد بن بَرْز.
قال أبو عمرو بن العلاء: قلت لأبي رجاء: ما تذكّر؟ قال: قَتْلَ بِسطام بن قيس، ثم أنشد بيتًا يرثيه:[من الوافر]
فخَرَّ على الأَلاءَةِ لم يُوَسَّد … كأن جبينَه سيفٌ صَقيلُ
وقال: أدركتُ رسول الله ﷺ وأنا غلامٌ أمرد.
قال أبو خَلْدة: قلت لأبي رجاء: مثل من كنتَ حين بُعث رسول الله ﷺ؟ قال: كنتُ أرعى الإبلَ لأهلي، فقلت: فما فرَّكم منه؟ قال: قيل لنا: بُعث رجلٌ من العرب يقتل النَّاس إلَّا مَن أطاعه، ولا أدري ما طاعتُه، ففَررنا حتَّى قطعنا رمل بني سعد.
وقال أبو رجاء: بُعث رسول الله ﷺ ونحن على ماءٍ لنا، وكان لنا صنم مدور، فحملناه على قَتَب، وانتقلنا من ذلك الماء إلى غيره، فمَرَرْنا برَمْلَة، فانسَلَّ الحجر فوقع في الرَّمْل فغاب فيه، فلما رجعنا إلى الماء فقَدْنا الحجر، فرجعنا في طلبه، فإذا هو في الرمل فاستخرجناه، فكان ذلك أول إسلامي، فقلت: إن إلهًا لم يمتنع من تُرابٍ يغيب فيه لإلهُ سُوء، وإن العَنْزَ لتَمنع حَياها بذَنَبها، فرجعتُ إلى المدينة وقد توفي رسول الله ﷺ.
وقال عُمارة المِعْوَليّ: سمعتُ أبا رجاء يقول: كُنَّا نَعْمِد إلى الرَّملِ فنجمعه، ونَحلُب عليه فنعبده، وكنا نَعْمِد إلى الحَجر الأبيض، فنعبده زمانًا ثم نلقيه.
وتوفي في خلافة عمر بن عبد العزيز، وقيل: تأخرت وفاته إلى سنة سبع عشرة، وهو وَهْم.
قال بكَّار بن الصَّقْر: رأيتُ الحسنَ جالسًا على قبر أبي رجاء حيال اللَّحد، وقد مُدَّ على القبر ثوبٌ أبيض، فلم يُغيّره ولم يُنكره، والفرزدق قاعد قُبالتَه، فقال الفرزدق: يا