كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان

السنة الثانية والخمسون وثلاث مئة - خولة - ج: 17 - ص: 352

مُلْتَصِقَين، سنهما خمس وعشرون سنة، مُلتحمَين (١)، ومعهما أبوهما، وأن الالتصاق كان في المعدة، ولهما بطنان وسرتان ومعدتان، وتختلف أوقات جوعهما وعطشهما وبرازهما (٢) وبولهما، ولكل واحد منهما صدر وكتفان وذراعان ويدان وفخذان وساقان وإحليل، وكان أحدهما يميل إلى النساء، والآخر يميل إلى الغلمان.

وذكر القاضي علي بن المحسن التَّنوخي، عن أبيه، عن جماعة من شيوخ الموصل أنه أُحضر إلى ناصر الدولة رجلان من هذا النَّمط، وأن ناصر الدولة عجيب منهما، ومات (٣) أحدهما وبقي أيامًا، فأنتن وأخوه حي، ولا يمكن إلا دفن الحي مع الميت، وجمع ناصر الدولة الأطباء على أن يقدروا على الفصل بينهما فلم يكن لهم حيلة، فلحق الحيَّ من رائحة الميت ما كان سببًا لموته، فدُفنا جميعًا [، وكان لهما جوف واحد، ومعدة واحدة، فسبحان من جَلّت قدرته أن تُحدّ، كما عزّت نعمته أن تُعَدّ.

فصل:] (٤) وفيها توفّيت

[خولة]

أخت سيف الدولة بحلب، وحُمل تابوتها إلى مَيّافارِقين، وهي التي رثاها المتنبي فقال (٥): [من البسيط]

يا أختَ خيرِ أخٍ يا بنتَ خيرِ أبٍ … كنايةً بهما عن أشرفِ النَّسَبِ

[وكانت صاحبة حِشْمَةٍ وحُرمة.] (٦)

عُمر بن أَكْثَم

ابن أحمد بن حيّان، أبو بِشْر الأسدي. ولد سنة أربع وثمانين ومئتين، وولي القضاء ببغداد (٧).

---

(١) في (خ) و (م): ملتحيين، والمثبت من (ف م ١).
(٢) في (ف م م ١): وأوقات تبرزهما.
(٣) من قوله: وذكر القاضي علي … إلى هنا من (ف م م ١)، وجاء بدله في (خ): قال القاضي التنوخي ومات.
(٤) ما بين معكوفين من (ف م م ١).
(٥) بعدها في (م): قصيدة منها هذا البيت. اهـ. والبيت الآتي أول القصيدة في شرح البرقوقي ١/ ٢١٥.
(٦) ما بين معكوفين من (ف م م ١)، ومن هنا إلى نهاية السنة ليس في هذه النسخ، والاعتماد على (خ) وحدها.
(٧) المنتظم ١٤/ ١٥٢ - ١٥٣، وذكر الخطيب في تاريخه ١٣/ ١٠٩، والذهبي في تاريخ الإِسلام ٨/ ١١٧، والسير ١٦/ ١١١ أن وفاته في سنة (٣٥٧ هـ).