للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البَهار، وكانوا يُعِدُّونه للشتاء، إذا ذهبت الرياحينُ والأزهار فرشوه وجلسوا عليه للشُّرب، فكأنهم في البساتين والرِّياض، وقيل: إن العرب كانت تسمّيه القِطف، وكان مُوشّى بأنواع الجواهر والفُصوص، ولونه مثلُ الذهب (١).

[ذكر ستر الإيوان]

قال هشام: كان طولُه خمسَ مئة ذِراعٍ في مثلها، فيه من الجواهر واليواقيت ما لا يُحدُّ ولا يُقَوَّمُ.

وذكر الخطيب في تاريخه عن أبي العباس المبرّد أن ستر الإيوان أحرقه المسلمون لما فتحوا المدائن، فوجدوا فيه أو أخرجوا منه ألفَ ألفِ مثقال ذهبًا، فبيع المثقالُ بعشرة دراهم، فبلغ ذلك عشرة آلاف ألفِ دِرهم (٢).

قال سيف: وتبعهم زهرة بن الحَويّة إلى جسر النَّهروان، فازدحموا عليه، فوقع بَغْل في الماء، فتكالبوا عليه، فقال زهرة: إن لهذا البغل شأنًا، فتكاثروا عليه وأخذوه، وإذا عليه حِليةُ كسرى، ووشاحُه وسلاحُه ودِرعه، فبعثوا به إلى عمر (٣).

[ذكر قسم الغنائم]

قال علماء السير: كانوا ستين ألفًا، فقسم سعدٌ بينهم الغنائم، فأصاب الفارس اثني عشر ألفًا بعد الخُمس، وقسم دور المدائن بين الناس، وبعث إلى العيال فأنزلَهم إياها.

قال سيف: وجمع سعد الخُمس، وأدخل فيه كلَّ شيء أراد أن يَعجب به عمر، من ثياب كسرى وحليته وسيفه ونحوه، وأحضر بِساطَ كسرى فلم يُقَوَّم، فقال للناس: هل لكم أن تطيبَ نُفوسُنا عن أربعةِ أخماسه، ونبعثه إلى عمر فيَضعه حيث يرى؟ قالوا: نعم، فبعث به إليه، فلما قدم على عمر هاله وقال: أشيروا عليَّ فيه، فقالوا: قد طابت نُفوسُ المسلمين لك به، فَرَ رأيَك فيه، إلا ما كان من علي فإنه قال: يا أمير المؤمنين،


(١) تاريخ الطبري ٤/ ٢٢، والمنتظم ٤/ ٢١٠.
(٢) أخرجه الخطيب ١/ ١٣١ وعنه ابن الجوزي في المنتظم ٤/ ٢١٠ من رواية المبرد عن القاسم بن سهل النوشجاني.
(٣) تاريخ الطبري ٤/ ١٧، والمنتظم ٤/ ٢٠٧.