للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وباركتُ فيك وفيهم، وجعلت فيكم الكتاب والحُكمَ والنبوَّة، ثم أنا معك حتى أردَّك إلى ذلك المكان، فانتبه وكان قد قرب من خاله، فلما جاء إليه زوّجه ابنتيه راحيل وليا، وكانت ليا هي الكبرى وراحيل هي الصغرى، وكانوا يجمعون بين الأختين إلى أن بعث موسى ونزلت التوراة بتحريم ذلك.

ويقال: إنه لم يكن له مال، فزوَّجه ليا على خدمة سبع سنين، فرعى له الغنم ثم زوَّجه راحيل بعد ذلك، وكانت أحسن من ليا -وقيل: لايا- فلمَّا رآها لم تعجبه وقال: زوِّجني راحيل الحسناء فزوَّجه إيَّاها.

وقال السُّدي: لما قال له: زوّجني إحدى ابنتيك على رَعْيِ سَبْع سنين قال: قد زوَّجتك، فلمَّا دخل بها لم تعجبه لأنها كانت دميمةً، فقال: وأين الحسناء؟ يعني راحيل فقال له: هل رأيت أحدًا يزوّج ابنته الصغرى قبل الكبرى؟ فاستخدمه سبع سنين، ثم دفع إليه راحيل.

وقال السُّدي: كانت راحيل غنية جميلة، ولايا -وقيل: رامين- فقيرة قبيحة، فاختار رامين لفقرها، فجمع الله له بين الأختين، ثم حُرِّم ذلك على لسان موسى، وقيل على لسان نبينا .

ذكر أولاد يعقوب -

قال وهب: ولَدت راحيل من يعقوب يوسف وبنيامين، ومعناه: ابن الوجعة، لأنها ماتت في نفاسها. وقال ابن جرير الطبري: معناه بالعربية شدَّاد (١)، والأول أصح.

وولد من لايا أو من رامين ليعقوب أربعة من الأسباط: روبيل ويهوذا وشمعون ولاوي. قال وهب: ولد ليعقوب من غير هاتين ستة أولاد منهم زبالون ويسجر. وقيل: إن زبالون ويسجر من لايا. وقيل: لايان، وأن لايا وهبت ليعقوب أمَتين إحداهما يقال لها: زلفى، والثانية: بلهة، فولدتا ستة من الأسباط كل واحدة ثلاثة، فأولاد يعقوب الذكور اثنا عشر ولدًا. وكانت له ابنة يقال لها: رحمة، وقيل: دينا، وهي زوجة أيوب .


(١) "تاريخ الطبري" ١/ ٣١٧.