فيها استكتب بَجكم أبا عبد الله الكوفي، وعزل ابن شيرزاد عن كتابته، وصادره على مئة ألف وخمسين ألف دينار.
وفي يوم الخميس لخمسٍ خلَون من المُحرَّم صُرف أبو نصر يوسف بن عمر عن القضاء بمدينة المنصور، وتقلَّده أخوه أبو محمد بن عمر بسفارة أبي عبد الله محمد بن أبي موسى الهاشمي له في ذلك، وشهد عنده يوم تقلَّد فقبل شهادته.
وفي صفر وصلت الرُّومُ إلى كفرتوثا من أعمال الجزيرة، فقتلوا وسَبَوا.
وفي ربيع الأول انحدر أبو عبد الله الكوفي إلى بجكم برسالة الراضي لما اشتدَّت عِلَّتُه، يسأله أن يولِّيَ العهدَ ابنَه أبا الفضل وهو الأصغر، وكان بَجكم بواسِط، وقاء الرَّاضي في يومين أربعة عشر رَطْلًا من الدَّم، ووَلي المُتَّقي.
الباب الحادي والعشرون في خلافة المُتَّقي
واسمُه إبراهيم بن جعفر المُقْتدر بن أحمد المُعتَضد، وكنيتُه أبو إسحاق، وأمّه أُمُّ ولد اسمُها خَلُوب أدركت خلافتَه، ولد في شعبان سنة سبع وتسعين ومئتين، وهو أخو الراضي.
ذكر بيعته:
قال الصولي: لمَّا مات الراضي كان بجكم بواسط، فتوقَّف الأمرُ على اختياره، وبلغَهُ الخبر فكتب إلى كاتبه أبي عبد الله أحمد بن علي الكوفي يأمرُه أن يَجمع القُضاة والعُلماء والأشراف بحضرة الوزير أبي القاسم سليمان بن الحسن وزير الرَّاضي، ويُشاورهم في مَن يصلح للخلافة، ويكون الاجتماع في دار بجكم.
وبعث الحسين بن الفضل بن المأمون إلى الكوفي بعشرة آلاف دينار له، وبأربعين ألفًا يفرّقها في الجند إنْ ولَّاه الأمرَ، فلم تسكن نفسُه إليه، وجمع الجماعة، وقرأ عليهم كتاب بجكم.