للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يومًا، فأكل معه وناوله بيده قَدَحًا مسمومًا، فشربه خوفًا لا يقتله، ثم قام إلى داره فقال لأهله: إن موسى سقاني كأسًا مسمومًا، ومات من ساعته.

وكانت وفاةُ الربيع في هذه السَّنة، وقيل: في أوَّل سنةِ سبعين قبل موت الهادي بأشهر، وله ستُّون سنة.

ذِكرُ أولاده:

كان له من الأَولاد الفضل، ويعقوب، وعبدُ الله، والقاسم، وجعفر، ويونُس، وإِبراهيم، وعبيدُ الله، ومحمَّد، وموسى، وكلُّهم أَعقبوا إلَّا موسى، ولم يرَ في الحجابة أعرفُ من الرَّبيع وولدِه، حجب الربيعُ للمنصور وللمهديّ، وحجب ابنُه الفضلُ هارونَ [و] (١) الأمين، وحجب ابنُه العباسُ بن الفضل للأمين، فعباسٌ حاجبُ بن حاجبِ بن حاجب، وفيه يقول أبو نُوَاس: [من الكامل]

ساد الرَّبيعُ وساد فضلٌ في العُلا … وعلتْ بعباس الكريمِ فروعُ

عبَّاسُ عباسٌ إذا شهد الوغى … والفضلُ فضلٌ والربيعُ ربيع (٢)

ووُلد العباسُ بن الفضلِ في آخر خلافةِ أبي جعفر، وأما يعقوبُ بن الرَّبيع، فكان شاعرًا ماجنًا خَليعًا، اشترى جاريةً فأُعطي فيها مئةَ ألفِ دينارٍ فلم يبعها، فماتت عنده، فقال فيها الأَشعار، فمنها: [من الكامل]

أَضحَوا يصيدون الظِّباءَ وإنني … لأَرى تصيُّدَها عليَّ حرامًا

أَشبهنَ منكِ سوالفًا وشمائلًا (٣) … فأَرى بذاك لها عليَّ ذِماما

أَسند الربيعُ عن أبي جعفرٍ وعن جعفر الصادقِ وغيرِهما، وروى عنه ابنُه الفضل وغيرُه.

المهديُّ محمدُ بن عبدِ الله

ابنِ محمَّد بن عليِّ بن عبد الله بنِ العباس. كان حسنَ الأخلاق كثيرَ الحياء، جَوَادًا


(١) ما بين حاصرتين من المنتظم ٨/ ٣٣٣.
(٢) الديوان ص ٤١٥.
(٣) في نشوار المحاضرة ٧/ ٧، وتاريخ بغداد ١٦/ ٣٩٠: مدامعًا.