عبد الله بن سعد إلى عثمان رضوان الله عليه يُخبره، فلم يُجِبْه بشيء وحج عثمان رضوان الله عليه بالنَّاس.
فصل وفيها تُوفِّي.
المقداد بنُ عَمرو
ابن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثُمامة الكندي، ونسبه ابنُ سعد إلى بَهراء بن [عمرو بن] الحاف بن قُضاعة، وكُنيته أبو مَعبد، ويقال له: ابن الأسود؛ لأنَّه كان حالف الأسود بنَ عبد يَغوث بن وَهْب بن عبد مناف بن زُهرة في الجاهلية، فتبنّاه، وإنَّما قيل له الكِنديّ لأنَّ أباه حالف كِندة.
وكان شجاعًا، آدم، ذا بطن، كثيرَ الشَّعر، وهو من الطبقة الأولى من المهاجرين الأوّلين، هاجر الهجرةَ الثَّانية إلى الحبشة، وشهد بدرًا وأُحدًا والمشاهدَ كلَّها مع رسول الله ﷺ.
وكانت أمُّه عند الأسود بن عبد يَغوث في الجاهلية، فخلف عليها بعده ابنُه عمرو، ولم يكن ذلك عيبًا عندهم.
وكان المقداد من الرُّماة المذكورين، ويُقال له: فارس الإسلام، واسمُ فرسه يوم بدر: سَبْحَة، وهو القائل يوم بدر: لو ضربتَ بُطونها إلى بَرْكِ الغِماد لتابعناك، وهو أولُ مَن عدا به فَرسُه في سبيل الله.
وعن أنس أن المقداد خطب إلى رجلٍ من قريش، فأبى أن يُزوِّجه، وبلغ رسولَ الله ﷺ فقال له:"ولكني أُزوّجك ضُباعة بنت الزُّبير بن عبد المطلب، جنتُ عمِّ رسول الله" فزوَّجه إياها، وأطعمه رسولُ الله ﷺ بخيبر خمسة وعشرين وَسْقًا [شعيرًا] طُعمةً، فاشتراها معاوية من أهله بمئة ألف درهم (١).
ولما هاجر إلى المدينة نزل على كُلثوم بن الهِدْم، وآخى رسولُ الله ﷺ بينه وبين جَبار بن صَخْر.