للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونجا سالمًا.

قال: وصالح حجَّ بالناس في سنة إحدى وأربعين ومئة (١).

وقال الوليد بن مسلم فيما حكاه عنه الحافظ ابن عساكر: وفي سنة سبع وثلاثين ومئة لَمَّا أفضى إلى أبي جعفر الأمرُ غزا صالح الروم، فقدم الشام فنزل بدير سمعان وحلب وما يليها، ثم أغزى الصائفة في سنة ثمان وثلاثين ومئة في أهل المشرق، وأغزاه أبو جعفر الصائفةَ في سنة ثلاث وأربعين ومئة، فنزلَ على جسر جيحان وبنى عليه حصن أذنة (٢). وقد ذكرنا ذلك.

واختلفوا في وفاته قال يعقوب بن سفيان: توفي في سنة اثنتين وخمسين ومئة، وهو على حمص وقنسرين، فاستخلفَ ابنه الفضل بن صالح مكانه، فأقرَّه أبو جعفر (٣).

وقال يعقوب بن سفيان: وبلغني أنه مات بعين أباغ من ناحية الشام وقد بلغ ثمانيةً وخمسين سنة (٤).

معن بن زائدة بن عبد الله الشَّيباني

وكنيته أبو الوليد، وقيل: أبو يزيد، وقد نسبه الجوهريُّ فقال: وقولهم: حَدِّث عن معنٍ ولا حرج، فهو معن بن زائدة بن عبد الله بن زائدة بن مطر بن شريك الشيباني، وهو عم يزيد [بن مَزْيَد] (٥) بن زائدة.

وكان معن أجود العرب، وكان شجاعًا فطنًا، سيِّد الأجواد ممدحًا.

وقد ذكرنا أنَّه كان مع ابن هبيرة بواسط، فلمَّا وقع الصلحُ بعثَه أبو جعفر إلى أخيه أبي [العباس (٦)] السفاح ببشارة فتح واسط وأن يستحلفَه لابن هبيرة، وقَتل أبو جعفر ابنَ هبيرة،


(١) تاريخ خليفة ص ٤١٧، ٤١٩.
(٢) في تاريخ دمشق ٨/ ٢٠٨ (مخطوط) أنه وجه هلال بن ضيغم السلامي من أهل دمشق في جماعة من أهل دمشق فبنوا على جسر سليمان حصن أذنة.
(٣) المعرفة والتاريخ ١/ ١٣٩.
(٤) قوله: وبلغني، هو من كلام الحافظ ابن عساكر. انظر تاريخ دمشق ٨/ ٢٠٨.
(٥) ما بين حاصرتين من الصحاح (معن).
(٦) في (خ): أبي السفاح وما بين حاصرتين زيادة من عندنا.