للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القومُ؟ فقلنا: جَدِيلة، فقال: جَدِيلةُ عَدْوان؟ قلنا: نعم، فتمثّل عبد الملك: [من الهزج]

عَذيرَ الحيِّ من عَدْوا … نَ كانوا حيَّةَ الأرضِ

ومنهم كانت السَّادا … تُ والمُوفون بالقَرْضِ

ومنهم حَكمٌ يقضي … فلا يُنْقَضُ ما يَقضي

ثم أقبل على رجلٍ كنا قدَّمناه أمامنا، جَسيمٍ وسيمٍ، فقال: لأيّكم هذا الشعرُ؟ فقال: لا أدري، فقلتُ من خَلْفه: لحُرْثان، فقال: لِمَ سُمِّي ذا الإِصبع؟ فقال: لا أدري، فقُلتُ: نَهشتْه حيَّةٌ في إصبعه، فقال: من أيّكم كان؟ فقال: لا أدري، فقلتُ: من ناجٍ.

فأقبل على الجَسيم وقال: كم عطاؤك؟ قال: سبعُ مئة درهم، ثم أقبل عليَّ فقال: كم عطاؤك؟ قلتُ: أربع مئة درهم. فقال: يا أبا الزُّعَيْزِعَة، حُطَّ من عطاء هذا ثلاث مئةٍ، وزِدْها في عطاء هذا، يُشيرُ إليّ.

ومنهم عمرو بن حُمَمَة الدَّوسي، وكان حاكما أيضًا على العرب، وهو القائل: [من الطويل]

تقول ابنتي لمّا رأتني كأنَّني … سَليمُ أَفاعٍ ليلُهُ غيرُ مُودَع

وما الموتُ أفناني ولكنْ تتابعتْ … عليَّ سنونٌ من مَصِيفٍ ومَرْبَع

فأصبحتُ مثلَ النَّسْرِ طارت فِراخُه … إذا رامَ تَطيارًا يُقالُ له قَعِ

أُخبِّرُ أخبارَ القُرونِ التي مضت … ولا بُدَّ يومًا أن يُطارَ بمَصْرعي

ومنهم ذو جَدَن الحِميريّ، وشريةُ بن عبد الله الجُعْفي بن سعد العشيرة، وأدرك الإِسلام في زمان عمر، وكذا عبيد بن شَرِيَّة الجُرْهمي، وأسلم ووفد على معاوية في آخرين.

وقال ابن قتيبة: عاش عَبيد بن الأبرص ثلاث مئة سنة (١).

[كتاب خالد إلى الفرس الذين بالمدائن]

روى مجالد عن الشعبي أنه وقف عليه، وفيه: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، من خالد


(١) أعمار الأعيان ١١٧.