كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان

السنة الثالثة وخمس مئة - هبة الله بن محمد بن علي - ج: 20 - ص: 42

إذا ما الزَّرعُ أسْبَلَ واسْتَبانَتْ … سنابِلُهُ فقد قَرُبَ الحَصَادُ (١)

وتوفي بدمشق، وقد جاوز السبعين.

هبةُ الله بنُ محمدِ بنِ علي (٢)

أبو المَعَالي بن المُطَّلب، الكِرْماني، وزير المُستَظْهر.

ولد سنة أربعين وأربع مئة، ووزَرَ للخليفة مُدَّةً يسيرة، واعتَقَلَه فَهَرَب إلى دار المملكة، فتوفِّي في شَوَّال، ودُفِنَ بباب أبرز. سَمِعَ أَبا الحسين بن المهتدي، وغيره.

[السنة الرابعة وخمس مئة]

فيها قدمت خاتون بنت مَلِك شاه زوجة [الخليفة] (٣) المستظهر [أخت السلطان محمَّد شاه] (٣)، فنزلت بدار المملكة في رجب عند أخيها السُّلْطان محمَّد شاه، ثم نُقِلَ جَهازُها في رمضان على مئةٍ واثنين وثلاثين جملًا وسبعة وعشرين بغلًا، وبين يديه الجنائب، والجواري المُزَيَّنات بين يدي المِحَفَّة، وزُيِّنَتِ الأسواق، ونُصبتِ القِباب، ودَخَلَ بها في عاشر رمضان (٤).

وفيها دَرَّسَ أبو بكر الشَّافعي الشَّاشي بالنِّظامية، وحَضَرَ عنده وزيرُ السُّلْطان وأربابُ الدَّوْلة (٥).

وفيها قَدِمَ تُجَّارٌ من الشَّام إلى بغداد، وكسروا المِنْبر، ومَنَعُوا الخطيبَ من الخُطْبة يوم الجُمُعة بجامع السُّلْطان، واستغاثوا، فقال السُّلْطان: ما لهم؟ فقالوا: قد استولى الفرنج على الشّام، وقتلوا وأسروا وسَبَوْا. فقال السُّلْطان: نُسَيِّر العساكر إليهم (٦).

---

(١) الأبيات في "تاريخ ابن عساكر"، ومختصره لابن منظور، وقد تكلف محققاه معنى غريبًا للشطر الأول من البيت الأول.
(٢) له ترجمة في "المنتظم": ٩/ ١٦٥، و"الفخري في الآداب السلطانية": ٣٠٠ - ٣٠١، و"سير أعلام النبلاء": ١٩/ ٣٨٤، وفيه وفاته سنة (٥٠٩ هـ).
(٣) ما بين حاصرتين من (م).
(٤) انظر "المنتظم": ٩/ ١٦٥ - ١٦٦، و"ذيل تاريخ دمشق" لابن القلانسي: ٢٧٧.
(٥) انظر"المنتظم": ٩/ ١٦٦، و"وفيات الأعيان": ٤/ ٢٢٠، وسترد ترجمة أبي بكر الشاشي في وفيات سنة (٥٠٧ هـ).
(٦) انظر "ذيل تاريخ دمشق": ٢٧٦ - ٢٧٧، و"المنتظم": ٩/ ١٦٥، و"الكامل": ١٠/ ٤٨٢ - ٤٨٣.