للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حياءً منه، وكان من أماثل قريش.

وذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من المهاجرين (١).

شهد مع رسول اللَّه فتح مكة وحُنينًا والطائف، وكان رسول اللَّه يقول بعد ذلك: "أخي وابنُ عمي وخيرُ أهلي، وقد أعقبني اللَّه من حمزة أَبا سفيان" وكان يُقال له: أسد اللَّه وأسد رسوله، وأطعمه بخيبر مئةَ وَسْق.

وله في رسول اللَّه أشعار كثيرة، منها: قال: [من الطويل]

لَعمرك إني يوم أحملُ رايةً … لتَغْلِبَ خيلُ اللاتِ خيلَ محمدِ

لكا لمُدْلِجِ الحَيْران أظلمَ ليلُه … فهذا أوان اليوم أُهدى وأَهتدي

هَدانيَ هادٍ غير نفسي ودَلَّني … على اللَّه مَن طَرَّدْتُ كل مُطَرَّدِ

فقال رسول اللَّه : "بل نحن طردناكم كلَّ مُطَرَّد" (٢).

وكان أبو سفيان يشبه رسول اللَّه ، وقال يوم حنين: [من الطويل]

لقد علمتْ أفناء كعبٍ وعامرٍ … غداةَ حُنَين حين عمَّ التَّضَعْضُعُ

بأني أخو الهَيجاءِ أركبُ حدَّها … أمام رسول اللَّه لا أتَتَعْتَعُ

رجاءَ ثواب اللَّه واللَّه واسِعٌ … إليه تعالى كلُّ أمرٍ سيَرجِعُ (٣)

ولما احتضر بكى أهلُه، فقال: لا تَبكوا، فواللَّه ما تَنظَفتُ بخَطيئةٍ منذ أسلمتُ، أي: ما تلطَّختُ، وكان قد حجَّ، فحلق الحلاقُ رأسَه بمنى، وكان فيه ثُؤلول، فقطعه، فعاد إلى المدينة فمات منه، فكانوا يرون أنه شهيد، وذلك في سنة أربع عشرة، وصلَّى عليه عمر بن الخطاب، ودُفن في دار عقيل بن أبي طالب، وهو الذي حفر قبرَ نفسِه قبل موته بثلاثة أيام، وقيل: مات في سنة خمس عشرة، وقيل: في سنة عشرين، وقيل: بعد ذلك، والأوّل أَشهر.

ذكر أولاده: كان له من الولد جعفر، وأمُّه جُمانة بنت أبي طالب، شهد مع أَبيه


(١) طبقات ابن سعد ٤/ ٤٥.
(٢) طبقات ابن سعد ٤/ ٤٧، والاستيعاب (٢٩٦٥).
(٣) طبقات ابن سعد ٤/ ٤٩.