للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الزِّيِّ والثِّياب، بحيث إنه كان يطوفُ في البلاد والمعاقل ولا يعرف أحدٌ شخصه، حتى صارَ في دمشق، وتَبِعَه خَلْقٌ كثير من الجُهَّال وسُفَهاء العوام والفلاحين، ووافقه الوزير أبو علي (١) طاهر بن سَعد المَزْدَقاني، وساعده على أمره ليكون عونًا له على فِعْله، وكان طُغتكين قد خافه، فداراه لطاعة النَّاسِ له، فالتمسَ من طُغْتَكين مَعْقِلًا يأوي إليه، وملجأً يعتمد عليه، فأعطاه بانياس في ذي القَعدة، فاجتمع إليه أوباشه ورعاعه وسُفَهاؤه، وعَظُمَتْ بهم المصيبة، وجَلَّت بهم المحنة، وضاقت صدورُ العلماء وأرباب الدين وأهل السُّنَّة، ولم يتجاسروا على الكلام خوفًا من شَرِّهم وقَتْلِهم مَنْ يعاندهم، بحيث لا ينكر عليهم سُلْطان ولا وزير، ولا مقدَّم ولا أمير، وقال: وكان تسليم طُغْتِكين بانياس إليهم من أكبر سيئاته، محا بها مُعْظمَ حسناته] (٢).

وفيها توفي أحمد بن محمد بن محمد (٣) أبو الفتح (٤)

الغَزَّالي، الطُّوسي، أخو أبي حامد الغَزَّالي.

[ذكره جدي في "المنتظم" فقال:] (٥) كان متصوِّفًا متزهِّدًا في أوَّل أمره، ثُمَّ وَعَظَ وكان مفوَّهًا، وقَبِلَه العَوام، وجلس ببغداد في التَّاجية [ورباط بهْروز] (٥) وجلس في دار السُّلْطان محمود، فأعطاه ألفَ دينار، فلما خرج و [كانت] (٥) فرسُ الوزير في الدِّهْليز بمركبٍ ذهب، وقلائد، وطَوقٍ من ذهب، فركبه ومضى، وأُخبر الوزير، فقال: لا يتبَعْه أحدٌ، ولا يُعاد الفَرَسُ إليَّ.


(١) في (م) و (ش): أبو يعلى، والمثبت من "ذيل تاريخ دمشق": وستأتي ترجمته ص ٢١٩ من هذا الجزء.
(٢) ما بين حاصرتين من (م) (ش)، وانظر "ذيل تاريخ دمشق" ٣٤٢ - ٣٤٣، والجملة الأخيرة لم أجدها فيه.
(٣) له ترجمة في "المنتظم": ٩/ ٢٦٠ - ٢٦٢، و"الكامل" ١٠/ ٦٤٠ - وقد تعقب ابن الجوزي في ترجمته - و"تاريخ إربل": ١/ ٣٣ - ٣٨، و"وفيات الأعيان": ١/ ٩٧ - ٩٨، و"سير أعلام النبلاء": ١٩/ ٣٤٣، و"العبر" ٤/ ٤٥ - ٤٦، و"ميزان الاعتدال" ١/ ١٥٠، و"المستفاد من ذيل تاريخ بغداد": ١٨٥ - ١٨٧، "وعيون التواريخ" (خ) ١٣/ ٤٥٥ - ٤٥٨، و"الوافي بالوفيات": ٨/ ١١٥ - ١١٧، و"طبقات الشافعية" للسبكي: ٦/ ٦٠ - ٦٢، و"طبقات الشافعية" للإسنوي: ٢/ ٢٤٥، و"لسان الميزان" ١/ ٢٩٣ - ٢٩٤، و"النجوم الزاهرة": ٥/ ٢٣٠ - ٢٣١، و"شذرات الذهب": ٤/ ٦٠ - ٦١.
(٤) كذا في النسخ، وفي "الكامل"، وأصول "النجوم الزاهرة" - وهو ينقل غالبًا عن السبط - وفي بقية المصادر: أبو الفتوح.
(٥) ما بين حاصرتين من (م) (ش).