للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فصل: وفيها توفي

يحيى بن أبي الفَتْح (١)

ابن الطبَّاخ، الحرَّاني الضَّرير.

شيخنا، قدم بغداد، وأقام بها مدة يتفقه على مذهب أحمد بن حنبل، وسمع الحديث، وقرأ النحو على أبي البقاء العكبري وغيره، وعاد إلى حران، فأقام بها إلى أن توفي، وكان قد ابتلي في آخر عمره، فوقعت الأكلة في فِيه.

سمع شُهْدة، وعبد الحق بن يوسف، وابن الخشَّاب وغيرهم، وكان صالحًا، فقيرًا، صبورًا على قضاء الله تعالى، ديِّنًا، اجتزت بحران سنة ثلاث وست مئة، فسمعت عليه الحديث] (٢).

[السنة الثامنة وست مئة]

فيها عاد نجاح الشَّرابي والقُمِّي من ششتر إلى بغداد، وبين أيديهما سنجر مملوك الخليفة الذي عصى عليه، راكبًا على بغل ببرذعة، وفي رِجْله سِلْسِلَةٌ، وحُبِسَ، وجَمَع القُمي القضاةَ والفقهاءَ والأعيان، وأخرج كتبه إلى المخالفين للدَّوْلة وإلى نوابه يقول: من لقيتم من عسكر الخليفة [فاقتلوه] (٢) -وقرأها على الجماعة- فأفتَوْا بإراقة دمه، وأيس سنجر [والنَّاس] (٢) مِنْ نفسه، فقال القُمِّي: فإنَّ أمير المؤمنين قد عفا عن ذنبه، وصفح عن جُرْمه، فأفاضَ الخِلَعَ عليه، وجمع بينه وبين أهله في [الصَّاغة في] (٢) دار طاشْتِكِين بدار الخليفة.

وفيها قَدِمَ رسولُ جلال الدين حسن صاحب ألموت يخبر بأَنَّهم قد تبرؤوا من الباطنية، وبنوا الجوامع والمساجد، وأقيمت الجمعة والجماعات عندهم، وصاموا رمضان، فَسُرَّ الخليفةُ والنَّاسُ بذلك، وقدمت خاتون أم جلال الدين حاجَّة، فاحتفل لها الخليفة.


(١) له ترجمة في "التكملة" للمنذري: ٢/ ٢١٣ - ٢١٤، و"تاريخ الإسلام" للذهبي: (وفيات سنة ٦٠٧ هـ)، و"ذيل طبقات الحنابلة": ٢/ ٦٢، و"شذرات الذهب": ٥/ ٣١.
(٢) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).