ضرب منها ثلاثة آلاف رَقَبة، وأحرق المراكب، وفتح حصونًا كثيرة.
وفي ذي الحجَّة قدم عليُّ بن المعتضد بغدادَ، وكان قد جهَّزه لقتال محمد بن زيد العلويّ ودفعه عن الجبال، فانهزم العلويُّ إلى طَبرِستان، فلمَّا قدم قبَّل أبوه ما بين عينيه بعد أن خرج عُبيد الله وجميع أرباب الدَّولة لاستقباله، وقال له: بعثناك ولدًا فرجعت أخًا، فقال: يا أمير المؤمنين، أبقاني الله لِخدْمتك، ولا أبقاني بعدك، وأكرمه، وخلع عليه بحضرته.
[وقال الصُّولي: كان المعتضد قد جهَّز ابنَه عليًّا لقتال محمد بن زيد العلويّ، ودفعه عن الجبال، فانهزم العلويُّ إلى طبرِستان، وعاد المكتفي إلى بغداد، فقبَّل أبوه ما بين عينيه، وقال ما ذكرناه،] وأعطاه ألف ألف دينار.
وفي ذي الحجَّة خرج المعتضد من بغداد يريد آمِد، وخرج معه ابنه أبو محمد، واستخلف ببغداد صالحًا الحاجب، وقلَّده النَّظرَ في المظالم وغيرها.
وكان قد مات أحمد بن عيسى بن شيخ، وقام ابنه محمد بما كان في يد أبيه بآمِد وما يليها على وجه التَّغَلُّب، فقصده المعتضد، وبعث هارون بن خُمارَويه إلى المعتضد بتقرير أمره على مصر، وسأله المقاطعة عليها بمال، فلم يُجبه.
وصلَّى بالنَّاس يوم النَّحر ببغداد عليُّ بن المعتضد، وركب في أحسن زيٍّ كما تركب ولاةُ العهود، وصلَّى بالنَّاس، وخطب، ووقف على المِرْقاة (١) الثانية من أعلاه احترامًا لأبيه، ثمَّ نزل ومضى إلى داره، فوضع سِماطًا عظيمًا للنَّاس.
وحجَّ بالنَّاس محمد بن ترنجة.
[فصل]: وفيها توفِّي
[إبراهيم بن إسحاق]
ابن إبراهيم بن بشير بن عبد الله، [أبو إسحاق المَرْوَزي، الحَرْبي، العالم الفاضل] الزَّاهد العابد الوَرع.