للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها بعث الصَّالح [نجم الدين] (١) أيوب حسامَ الدين بنَ بهرام إلى الحِصْن ليحضر المعظَم تورانشاه إلى مِصْر، وبعث بدرُ الدِّين لؤلؤ إلى المعظم الخيام والمماليك والخيل، وكذا فعل شهاب الدين غازي، وكتب أيوب إلى ولده مع [ابن] (١) بهرام: الولد تقدم [على] (١) خيرة الله، وتصل إلى بالس، وتعدِّي عندها، فقد اتفقنا نحن مع الحلبيين، وقد ذكروا أنهم يجرِّدون ألف فارس في خِدْمتك، واعبر ببلد مارِدِين ليلًا، فما نحن وإياهم متفقين. فلما قرأ الكتاب كَرِهَ ذلك، وما كان يؤثر الخروج من الحِصْن، وقال لابن بهرام: يكونُ الإنسان مالك رأسه يصبح مملوكًا محكومًا عليه! ولم يجبه.

قال المصنف : وحكى لي حسام الدِّين بنُ أبي علي أَنَّ الصَّالح أيوب كان يكره مجيء ابنه المعظم إليه، وكنا إذا قلنا له: أنفذ أحضره. ينفضُ يديه، ويغضب، ويقول: أجيبه أقتله!

وفيها أخرج الصَّالح أيوب فخر الدين بنَ الشيخ من الحبس بعد أَنْ أقام مُدَّة ثلاث سنين، ولاقى شدائد من الضيق والضر والقمل.

[ولقد بلغني أن القمل ما كان يمكِّنه من النوم، وفرَّج الله عنه، وأقام في الحبس ثلاث سنين، وقصته مشهورة.

وفيها توفي

أحمد بن عبد الخالق (٢)

ويعرف بابن أبي هشام، المحدِّث، إمام مسجد الفسقار، وكان يقرأ به الحديث، وكانت وفاته في المحرم، ودفن بالباب الصغير] (١).

وفيها توفي الفلك بن المسيري بمصر (٣)، وعز الدين بن أبي عصرون بالقدس.


(١) ما بين حاصرتين من (ش).
(٢) ذكره الذهبي في "السير": ٢٣/ ١٤٥.
(٣) هو عبد الرحمن بن هبة الله المسيري، له ترجمة في "نزهة الأنام" لابن دقماق: ص ١٦٦، و"الوافي بالوفيات": ١٨/ ٢٩٤ - ٢٩٥، و"شذرات الذهب": ٥/ ٢٢١.