السَّنةُ الحاديةُ والسبعون بعد المئة
فيها أخرج هارونُ الطالبيِّين من بغدادَ إلى مدينة النبيِّ ﷺ، ما خلا العباسَ بن الحسنِ بن عبد اللهِ بن العباس بن عليٍّ ﵇.
وخرجت الخَيزُران من بغدادَ في رمضانَ معتمرة، فأقامت بمكَّة إلى وقت الحجّ.
فصل وفيها توفِّي
إسماعيلُ بن محمدِ
ابن يزيدَ بن ربيعة، أبو هاشم، ويلقَّب بالسيّد الحِمْيَري. شاعر مُجيد.
كان بالكوفة قومٌ يذهبون [في] عليٍّ ﵁ مذهب النَّصارى في المسيح، وهم أصحابُ عبدِ الله بن سبأ، وقد حرَّق عليٌّ ﵇ بعضَهم، وفيهم يقول السَّيّد: [من البسيط]
قومٌ غلَوا في عليٍّ لا أبا لهمُ … وأَجشموا أَنفُسًا في حبِّه تَعَبا
قالوا هو اللهُ جلَّ اللهُ خالقنا … من أن يكونَ ابنَ شيءٍ أو يكونَ أبا (١)
وله: [من السريع]
يا بائعَ الأُخرى بدنياهُ … ليس بهذا أَمَرَ اللهُ
مِن أين أبغضتَ عليَّ الرِّضا … وأحمدٌ قد كان يرضاه
من الذي أحمدُ مِن بينهمْ … يومَ غديرِ الخُمِّ ناداه
أَقامه من بين أصحابِه … وهمْ حواليه فسمَّاه
هذا عليُّ بنُ أبي طالبٍ … مولًى لمن قد كنتُ مولاه
فوالِ مَن والاه يا ذا العُلى … وعادِ مَن قد كان عاداه
ومِن شعره: [من الوافر]
إذا ما المرْءُ شابَ له قَذالٌ … وعَلَّلهُ المَواشِطُ بالخِضابِ
فقد ذهبتْ بَشاشتُه وأودَى … فَقُم يا باكِ فابكِ على الشباب
(١) العقد الفريد ٢/ ٤٠٤ - ٤٠٥، وما بين حاصرتين مستفاد منه.