للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو عبيدة: إنما كانت هذه المناظرة في سنة مئة (١)، فلما قال لهما عمر: أنظراني ثلاثًا؛ خاف بنو أمية أن يخلع يزيد فيخرج الأمر عنهم فتذهب أموالهم، فدسُّوا إلى عمر مَن سقاه سمًّا فمات.

[فصل:] وفيها توفي

[إبراهيم بن محمد]

ابن طلحة التَّيمي، وهو من الطبقة الثالثة من التابعين من أهل المدينة، وأمّه خَولة بنت مَنْظور بن زَبَّان بن سَيار بن عمرو بن جابر بن عَقيل بن هِلال بن سُمَيّ بن مازن بن فَزارة.

وكان إبراهيم أخا حسن بن حسن بن علي لأُمّه، وكان أعرج، سيِّدًا شريفًا صارمًا، وكان يسمَّى أسدَ قريش وأسَدَ الحجاز، وكانت له نفسٌ شريفة، وعارضة، وإقدام على الخلفاء والأمراء بالكلام الحق.

وهو الذي ولّاه عبد الله بن الزبير خراج الكوفة، وهو الذي أقدمه الحجاج معه على عبد الملك بن مروان في سنة خمس وسبعين فكان سبب ولايته على العراق.

قال الشيخ أبو الفَرَج بن الجوزي في "المنتظم": إنه مات في سنة تسع وتسعين مُحرِمًا بمنى، ودفن في أسفل العَقَبة (٢).

[وقال ابن سعد عن الواقدي: مات إبراهيم (بمنى) أو ليلة جَمْع، فدفن أسفل العَقبة وهو مُحْرِم (٣). ولم يذكر تاريخ وفاته رحمه الله تعالى.] (٤)

وذكر ابن سعد والزبير بن بكار ما يدلُّ على أن وفاته تأخرت عن هذا التاريخ؛ قال ابن سعد: حج هشام بن عبد الملك وهو خليفة، وخرج إبراهيم بن محمد بن طلحة تلك السنة فوافاه بمكة، فجلس إبراهيم على الحجر، وطاف هشام بالبيت، فلما مرَّ


(١) ذكرها الطبري ٦/ ٥٥٥ - ٥٥٦، وابن الجوزي ٧/ ٥٣ - ٥٤ في سنة مئة.
(٢) تحرفت في النسخ الخطية إلى: الكعبة، وينظر المنتظم ٧/ ٤٦.
(٣) "طبقات ابن سعد" ٧/ ٤٠١ وما بين قوسين منه.
(٤) ما بين معكوفين من (ص) وبها انتهت ترجمته.