للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جسده، فأحرقوه بالنار، وكتب المعتزُّ إلى عبيد الله بن طاهر ببغداد، فيتتبعَ بنيه، وكانوا قد هربوا إليها، فحبس في قصرِ الذهب منهم ومن أصحابه خمسةَ عشر، وفي المطبق عشرة، ونفى المعتزُّ من ولده خمسةَ صغار إلى عُمان والبحرين، ونجا يونس بن بغا فاستترَ عند بختيشوع (١).

وقيل: إنَّ مُسَاور الشاري خرج بأرض الموصل، فوجَّه المعتزُّ إليه بغا في جيشٍ، فلمَّا فصل بغا عن سرَّ من رأى نهبَ الموالي دارَه، فتفرَّق الجيش الذي كان معه، فانحدَر في زورقٍ، فقتلَه الوليد المغربيّ.

[وفيها توفي]

عليُّ بن محمد

ابن عليِّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن عليِّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن الهاشمي العسكريّ، أحدُ الأئمَّة الاثني عشر، وإنَّما سُمِّي العسكريّ لأنَّ المتوكِّلِ أنزلَه بمكان العسكر، ثمَّ انتقلَ إلى سرَّ من رأى، فأقام بها عشرين سنةً وأشهرًا.

ومولده [في] سنة أربع عشرة ومئتين، وقيل: في رجب سنة ثلاث عشرة ومئتين (٢).

واسم أمه سوسن، وقيل: سُمَانة (٣). [والله أعلم بالصواب].

[ذكر سبب قدومه إلى سُرَّ من رأى:

حكى الصوليُّ عن يحيى بن هرثمة] (٤) أنَّه كان مقيمًا بالمدينة بين أهله، فمال الناس إليه، وبلغَ المتوكِّل، قال يحيى بن هرثمة: قال لي المتوكِّل: يا يحيى، اذهب إلى المدينة، فانظر في حاله وأَشخصْهُ إلينا، [قال يحيى:] فقدمت المدينة، فضجَّ أهلُها ضجيجًا ما سمع الناسُ بمثله؛ خوفًا عليه من المتوكِّل؛ [لأنَّه كان يبغضُ العلويين،] وكان أهل المدينة يحبُّون عليًّا؛ لأنَّه كان ملازمًا للمسجد، مواظبًا على العبادة، محسنًا إلى الناس، لم يكن عنده ميلٌ إلى الدنيا، قال يحيى: فجعلتُ أسكِّنهم، وأحلفُ لهم


(١) انظر المنتظم ١٢/ ٧٣.
(٢) في تاريخ بغداد ١٣/ ٥٢٠ عن أبي سعيد الأزدي أنه ولد في رجب سنة مئتين وأربع عشرة من الهجرة.
(٣) انظر فرق الشيعة للنوبختي ص ٩٣.
(٤) ما بين حاصرتين من (ب) وفي (خ) و (ف): وسبب قدومه إلى سُرَّ من رأى.