للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السنة الخامسة والثلاثون بعد المئة]

فيها خرج زياد بنُ صالح من وراء النهر، فسار إليه أبو مسلم، وقطع النهر، ووصل إلى بخارى، فاستأمن إليه جماعةٌ من قوَّاد زياد، فقال لهم أبو مسلم: ما الذي دعاه إلى الخروج؟ قالوا: سِباع بنُ النعمان -وكان بآمُل- فبعث إليه فقتَلَه، ولما رأى زياد تفرُّق أصحابه عنه إلى أبي مسلم [استأمن إلى دهقان، فقتله، وجاء برأسه إلى أبي مسلم] وظفِرَ أبو مسلم بكتُبٍ من عيسى بن ماهان إلى القوَّاد تُفسد على أبي مسلم أمرَه، وتسعى بأبي داود خالد بن إبراهيم نائب أبي مسلم، فبعث أبو مسلم بالكتُب إلى أبي داود، فعاتَبَ عيسى بنَ ماهان، فأنكر، فأخرج له الكتُبَ، فسكت وكان أبو داود محسنًا إليه، فأُدخل ابنُ ماهان في جُوالِق (١) وضُرب بالعُمُد حتى مات، وعاد أبو مسلم إلى مَرْو (٢).

وحجَّ بالناس سُلَيمان بن عليٍّ وهو على البصرة وأعمالها، وكان على المدينة زيادٌ الحارثيُّ، وعلى مكة والطائف العباس بنُ عبد الله بن مَعْبَد بن العباس، وعلى الكوفة عيسى بنُ موسى، وعلى الجزيرة أبو جعفر، وعلى الشام عبد الله بنُ علي، وعلى الأردن صالح بنُ علي (٣)، وعلى مصر أبو عَوْن، وعلى ديوان الخراج خالد بنُ بَرْمَك.

[فصل] (٤) وفيها تُوفي

إسماعيل بنُ سالم

أبو يحيى الأسَديُّ، الكوفيُّ، ولاه هشام بنُ عبد الملك موضع بغداد رابطة في خمس مئة فارس، فكانوا يغيرون على من قِبَلَهم من الخوارج وقعات (٥).


(١) وهو الوعاء، جمعه جَوالِق بفتح الجيم وكسر اللام. الصحاح والقاموس: (جلق).
(٢) تاريخ الطبري ٧/ ٤٦٦ - ٤٦٧، وما سلف بين حاصرتين من (أ).
(٣) كذا في (د) و (خ)، وفي تاريخ الطبري ٧/ ٤٦٧، والمنتظم ٧/ ٣٢٦ أن الأردن كانت تحت ولاية عبد الله بن علي، وفي الطبري كذلك أن صالح بن علي كان على البلقاء وفلسطين.
(٤) ما بين حاصرتين من (د).
(٥) كذا في (د) و (خ)، ولم نقف على من ذكر تولية هشام بن عبد الملك له، وقد جاء في المنتظم ٧/ ٣٢٧: وكان =