للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقومُ للنَّاس مُكْرِمًا فإذا … راموا نَدَاه يقومُ للناسِ (١)

عليُّ بنُ جعفر بن الحسن المَعَرّي (٢)

كتب إلى الأفضل ابنِ أَمير الجيوش يقول: [من الطَّويل]

وَهَبْني أساءَتْ فِكْرتي أو تَعذَّرَتْ … عليَّ القوافي أو جَفَتْني المقاصِدُ

أَما كان في حُكْمِ التَّناصُفِ بيننا … تراضٍ ولي مِنْ حُسْنِ رأيكَ عاضِدُ (٣)

محمَّد بن محمَّد بن محمَّد أبو حامد الغَزَّالي الطُّوسي (٤)

[ذكره الأئمة وأربابُ السِّير، منهم جدِّي، وعبد الغافر في "ذيل نيسابور"، وابن السَّمْعاني، والحافظ ابن عساكر.

فأما جدِّي، فإنَّه قال:] (٥) ولد سنة خمسين وأربع مئة، وتفقَّه على أبي المعالي الجويني، وبَرَعَ في النَّظر في مُدَّةٍ قريبة، وقاوم الأقران، وتوحَّد، وصنف الكُتُبَ الحِسان في الأصول والفروع، التي تَفَرَّد بحُسْنِ وَضْعها وترتيبها، وتحقيق الكلام فيها، حتَّى إنه صنف في حياة أُستاذه ابن الجُوَيني، فنَظَرَ في كتابه المسمَّى بـ"المنخول"، فقال: دَفَنْتني وأنا حيٌّ، هلَّا صَبرْتَ حتَّى أموت. وأراد أن كتابك قد غَطَّى على كتابي.

ووقع له القَبُول من نظام المُلْك، فَرَسَمَ له بالتدريس بمدرسته ببغداد، فدخل بغداد سنة أربعٍ وثمانين وأربع مئة، ودرَّس بها، وحَضَرَه الأئمة الكبار كابن عَقِيل، وأبي الخطاب (٦)، وتعجبوا من كلامه، واعتقدوه فائدة، ونقلوه في مُصنفاتهم، ثم إنه تَرَك


(١) البيتان في "الخريدة" قسم شعراء العراق: ١/ ٢٣١.
(٢) له ترجمة في "تاريخ ابن عساكر" (خ) (س): ١١/ ٨٨٥، و"خريدة القصر" قسم شعراء الشَّام: ٢/ ١٢١ - ١٢٤.
(٣) الأبيات في "تاريخ ابن عساكر": ١١/ ٨٨٥.
(٤) له ترجمة في "منتخب السياق" للصريفيني: ٨٣ - ٨٥، و"تبيين كذب المفتري": ٢٩١ - ٣٠٦، و"تاريخ دمشق" (خ) و (س): ١٥/ ٩١٩ - ٩٢٢، و"الكامل" ١٠/ ٤٩١، و"وفيات الأعيان": ٤٠/ ٢١٦ - ٢١٩، و"طبقات الشافعية" للسبكي: ٦/ ١٩١ - ٢٨٩، و"سير أعلام النبلاء": ١٩/ ٣٢٢ - ٣٤٦، وفيه تتمة مصادر ترجمته، والدراسات المعاصرة عنه كثيرة تكاد تعز على الحصر.
(٥) ما بين حاصرتين من (م).
(٦) أبو الخطاب: هو شيخ الحنابلة محفوظ بن أَحْمد بن حسن الكلواذاني، المتوفى سنة (٥١٠ هـ)، وستأتي ترجمته في وفياتها.