للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تلا هذه الآية: ﴿وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (٢٧)﴾ ﴿وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (٤١)[الواقعة: ٢٧ - ٤١] فقَبض قَبضتين فقال: "هذه في الجنةِ ولا أُبالي، وهذه في النَّار ولا أُبالي" (١).

وقال أحمد بإسناده عن مُعاذِ بن جبل قال: قال رسولُ اللَّه : "إلَّا تُؤذي امرأةٌ زوجَها في الدنيا إلَّا قالت زوجتُه من الحورِ العين: لا تُؤذيه قاتلك اللَّه، فإنَّما هو عندك دَخيل يُوشِكُ أن يفارِقَك إلينا" (٢). الدَّخيل: الضَّيف.

[يزيد بن أبي سفيان بن حرب]

كُنيته أبو خالد، وأمُّه زينب بنت نَوفل، من بني فراس بن غَنْم (٣)، وهو من الطبقة الرابعة ممّن أسلم يوم الفتح، وكان أفضلَ أولاد أبي سُفيان، ويقال له: زيد الخير.

شهد مع النبي حُنينًا، وأعطاه مئة من الإبل، وأربعين أُوقيّة، ولم يزل رسول اللَّه يَذكره بخير، واستعمله على صدقات بني فراس بن غَنْم؛ لأن يزيد منهم (٤).

وولاه أبو بكر رضوان اللَّه عليه الشام، وخرج معه ماشيًا يُودِّعه ويُوَجِّهُهُ وقال: إنك شاب تُذكر بخير، وقد أردتُ أن أختبرَك، فإن أحسنتَ زدتُك، وإن أسأتَ عزلتُك، وأوصاه بأبي عُبيدة ومعاذ خيرًا، فقال: يا خليفة رسول اللَّه أوصِهما بي.

وأقام أميرًا على الشام حين مات أبو بكر رضوان اللَّه عليه، وولي عمر بن الخطاب ، فولّى أَبا عبيدة على الجيوش، وولّى يزيدَ بنَ أبي سفيان دمشق، فأقام عليها حتى مات بعَمْواس، واستَخلف أخاه معاوية، فأقرَّه عمر رضوان اللَّه عليه.

ولما مات يَزيد جزع عمر رضوان اللَّه عليه جزعًا شديدًا ونَعاه إلى أبيْه، فقال: عند اللَّه أحتسبُ يزيد، فمَن أَمَّرتَ بعدَه، فقال: معاوية، قال: وصلتْك [رحم] (٥).


(١) مسند أحمد (٢٢٠٧٧)، والحديث فيه عن الحسن، عن معاذ، وحديث الوالي عن معاذ هو الحديث السابق لهذا في مسند أحمد (٢٢٠٧٦)، وانظر أطراف المسند لابن حجر ٥/ ٣٢٠.
(٢) مسند أحمد (٢٢١٠١). وانظر في ترجمة معاذ: المعارف ٢٥٤، والاستيعاب (٢٢٧٠)، والمنتظم ٢٦٥، والاستبصار ١٣٦، والسير ١/ ٤٤٣
(٣) في (أ) و (خ): زينب بنت يزيد من بني قريش بن غنم، وهو خطأ، انظر طبقات ابن سعد ٦/ ١٣ و ٩/ ٤٠٩ وتاريخ دمشق ١٨/ ٣٠٦ (مخطوط)، والسير ١/ ٣٢٩ والمصادر في حاشيته، والإصابة ٣/ ٦٥٦.
(٤) فهم أخواله.
(٥) تاريخ دمشق ١٨/ ٣١٣ وما بين معكوفين منه، وترجمة يزيد ليست في (ك).