للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في الاستعطاف، فلم (١) يسمع لنا حُجَّةً، ولم يقْضِ لنا حاجةً، فأغضينا على قذى الاحتمال، واحِلْنا على بعض العلماء، فحضرنا عنده وظنَنَّا أنه يُصلح الحال، فقال: الأشعريُّ عندي مبتدعٌ يزيد على المعتزلة؛ لأنهم أثبتوا أنَّ القرآن في المصحف، وهو نفاه. قال القشيري: فقلتُ: يا معاشر المسلمين، الغياثَ الغِياث.

قال الشيخ أبو الفرج الجوزي (٢): لو أنَّ القشيريَّ لم يعمل في هذا رسالةً كان أسترَ للحال؛ لأنه إنما ذكر فيها أنه وقع اللعنُ على الأشعري، وأن السلطان سُئِلَ أن يرفع ذلك فلم يُجِب، ثم لم يذكر له حجةً، ولا دفع للخصم شُبهةً، وذِكْرُ مثلِ هذا نوعُ تغفُّل.

وفيها (٣) جهَّز ملكُ الروم الجيوشَ إلى الشام، وأمرهم أن يطلبوا الغُزَّ أينما كانوا، فخرجوا على (٤) ناحية أرمينية، فقيل لهم: إن الغُز قصدوا عسكر مكرم فرجعوا، وخاف أهل الشام من الروم، ونزل الثلج فحال بينهم.

ولم يحجَّ من العراق أحد.

وفيها تُوفِّي

إبراهيم بن عمر بن أحمد (٥)

أبو إسحاق، الفقيه، الحنبلي، ويُسمى البرمكي؛ لأن أهلَه كانوا يسكنون البرمكية، ولد في رمضان سنة إحدى وستين وثلاث مئة، وكان عارفًا بمذهب الإمام أحمد ، وله حلقةٌ للفتوى بجامع المنصور، وتوفي يوم الأحد سابع ذي الحجَّة، ودُفِنَ بباب حرب، سمع خلقًا كثيرًا، وروى عنه الخطيب وغيره، وكان صالحًا، زاهدًا، ورعًا، دَيِّنًا، صدوقًا، ثقةً.


(١) في (ف): فإن لم، وهو غير مستقيم.
(٢) المنتظم ١٥/ ٣٤١، والخبر فيه، وكذلك الخبر الذي قبله.
(٣) قبلها في (م) و (م ١) زيادة: وقال جدي في المنتظم. قلت: لم أقف على هذه الزيادة في المنتظم؛ لذا لم أثبتها.
(٤) في (خ): من، والمثبت من باقي النسخ.
(٥) تاريخ بغداد ٤/ ٢٩٦، والمنتظم ١٥/ ٣٤١ - ٣٤٢، وطبقات الحنابلة ٢/ ١٩٠، والأنساب ٢/ ١٦٨.