للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

توفي بمكة وهو ساجد سنة أربع ومئة، وقيل: ثلاث ومئة، وقيل: اثنتين ومئة، وبلغ ثلاثًا وثمانين سنة (١).

وكان فقيهًا ثقة عالمًا كثير الحديث.

أسند عن ابن عُمر، وابن عَمرو، وجابر بن عبد الله، وأبي سعيد الخُدري، وأبي هريرة، ورافع بن خَدِيج، وابنِ عباس، وغيرهم. وروى عنه أئمة التابعين.

وكان له ابنٌ يقال له: عبد الوهَّاب بن مجاهد، روى عنه الكثير، فمن رواياته قال: سُئل أبي فقيل له: إن قومًا يزعمون أنَّ إيمان أهل السماء كإيمان أهل الأرض. فقال: ما جعلَ اللهُ مَنْ هو منغمس في الذنوب كمن لا ذنبَ له (٢).

قال: وبنى أهلها في دارنا عليه (٣)، فأقامَ أبي سبع عشرة سنة لم يعلم بها من كثرة خشوعه، فرفع رأسه في بعض الأيام فرآها، فقال: متى بُنيت هذه؟ وتبسَّم.

قال: وحضر أبي عند سليمان ومات وهو بالشام، وحضر بيعة عمر بن عبد العزيز، وشهد أيضًا وفاة عمر (٤).

وأقوال مجاهد في التفسير معتبرة (٥).

أبو مَعْبَد مولى عبد الله بن العباس -

واسمه نافذ، وهو أصدقُ مولًى لابن عباس، وهو من الطبقة الثانية من التابعين من أهل المدينة من الموالي.

مات بالمدينة سنة أربع ومئة في آخر خلافة يزيد بن عبد الملك، وكان ثقةً حسن الحديث (٦).


(١) تاريخ دمشق ٦٦/ ٢١٧ - ٢١٩، وصفة الصفوة ٢/ ٢١١. وذكر ابن عساكر قولين آخرين في وفاته، وهما: سنة (١٠٧) و (١٠٨).
(٢) تاريخ دمشق ٦٦/ ٢١٥، وسير أعلام النبلاء ٤/ ٤٥٥.
(٣) كذا في (خ) والكلام منها، وعبارة "تاريخ دمشق" ٦٦/ ٢١٤ (والخبر فيه بنحوه) عن ابنه عبد الوهَّاب "أنهم بَنَوْا غرفة في دارهم مقابل من دخل من باب الدار". وهي أنسب.
(٤) ينظر المصدر السابق ص ١٩٤ - ١٩٦. وقوله: "ومات وهو بالشام" فيه نظر فقد ذكر الطبري ٦/ ٥٣٠ وغيرُه أن مجاهدًا كان مع مسلمة بن عبد الملك في غزو القسطنطينية يوم مات سليمان.
(٥) قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" ٤/ ٤٥٥: لمجاهد أقوال وغرائب في العلم والتفسير تُستنكر.
(٦) طبقات ابن سعد ٧/ ٢٨٩.