وبين المسلمين قبلتُها، وإلا فلا حاجةَ لي فيها، قال سليمان: فما لَك مال؟ قال: بلى، الثقة بالله، واليأس مما في أيدي الناس، قال: فارفع إليَّ حوائجك، قال: لي حاجة واحدة، قال: وما هي؟ قال: تُنجيني من النار وتُدخلني الجنة، قال: ذاك ليس إليّ، قال: فدعني أسأل من هو إليه.
وفيه أن أبا حازم لما قال للزهري ما قال، قال سليمان: صدق والله يا زهري، لو قعدتَ في بيتك لأتيناك (١).
قلت: كان أبو حازم من أكابر العلماء والزُّهَّاد، مات بعد سنة أربعين ومئة في خلافة أبي جعفر المنصور، وسنذكره هناك إن شاء الله تعالى.
[قال هشام:] وفي هذه السنة حجّ طاوس اليماني، فمرض بمكة، فعاده سليمان بن عبد الملك لما حجّ فما أعاره طرفه، فلما خرج قيل لطاوس في ذلك فقال: أحببتُ أن أُعلمه أن في الناس مَن يستصغر ما هو فيه.
وقال أبو اليقظان:[بلغني أن سليمان بن عبد الملك لما حجَّ في سنة سبع وتسعين] وبينما الناس وقوف بعرفات رعدت السماء رعدًا شديدًا، وأظلمت الدنيا وتزلزلت، فخاف سليمان وغُشي عليه، فلما أفاق قال لعمر: هذه مئة ألف فتصدَّق بها، قال: أو خير من ذلك؟ قال: وما هو؟ قال: إن قومًا جاؤوا وراءك من البلدان في مظالم لم يصلوا إليك بسببها، فجلس سليمان وردَّ المظالم.
[فصل:] وفيها توفي
[طلحة بن عبد الله]
ابن عَوْف، ابن أخي عبد الرحمن بن عوف ﵁، وكنيته أبو محمد، وهو من الطبقة الأولى من التابعين من أهل المدينة، وأمه فاطمة بنت مُطيع بن الأسود العَدَويّ.
ولي طلحة المدينة، وكان من سَروات الناس، جوادًا، مُمَدَّحًا، ويقال له: طلحة النَّدى، وتوفي بالمدينة في سنة سبع وتسعين وهو ابن اثنتين وسبعين سنة.