للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها لاثنتي عشرة ليلة خلت من شوَّال جلسَ المعتمدُ في دار العامَّة، فولَّى ابنَه جعفر بن المعتمد، وسماه المفوِّض إلى الله، وولَّاه المغرب، وضمَّ إليه موسى بن بُغَا، وولّاه إفريقية، والشَّام، ومصر، والجزيرة، وإرمينية، وطريق خراسان، ومِهْرِجان قَذَق، وحُلوان، وولَّى أخاه أبا أحمد الموفق العهدَ بعد جعفر، وولَّاه المشرق، وضمَّ إليه مسرورًا البلخي، وولَّاه بغداد، والسَّواد، والكوفة، وطريقَ مكَّة والمدينة، واليمن، وكور دِجْلة، والأهواز، وفارس، وأصبهان، وقُمْ، والكرج، والدِّينَور، والرَّي، وزِنْجَان، وقَزْوين، وخراسان، وطبرستان، وكَرْمان، وسِجستان، والسِّند، وعقد لكلِّ واحدٍ منهما لواءين؛ أبيض وأسود، وشرط إنْ حَدَثَ به حدثُ الموت ولم يكتمل (١) أنْ يكونَ الأمرُ لأبي أحمد الموفق، ثمَّ لجعفر بعدَه، وأُخِذت البيعةُ على الناس، وفُرِّقَت نسخةُ الكتب، وبُعث نسخةٌ مع الحسن بن محمَّد بن أبي الشوارب القاضي ليعلِّقَها في الكعبة، فمات الحسنُ بمكَّة بعد ما حجّ، وعقد جعفر (٢) المفوض لموسى بن بغا على المغرب في شوَّال.

وحجَّ بالناس الفضل بن إسحاق الذي حجَّ بهم في السنة الماضية (٣).

وفيها توفي

الحسن بن محمَّد بن عبد الملك

أبو محمَّد القاضي الأمويّ، ويعرف بابن أبي الشوارب، وجدُّه عتَّاب بن أسيد الذي ولَّاه رسول الله مكَّة. وقيل: جدُّه خالدُ بن أسيد (٤).


(١) في تاريخ الطبري ٩/ ٥١٤: وجعفر لم يكمل للأمر.
(٢) في (خ) و (ف): لجعفر. والتصويب من تاريخ الطبري ٩/ ٥١٤.
(٣) كذا، وفي تاريخ الطبري أن الذي حجَّ بهم سنة مئتين وستين هو إبراهيم بن محمَّد، والذي حجَّ بهم سنة إحدى وستين ومئتين هو الفضل بن إسحاق. وذكر ابن الجوزي في المنتظم أن الذي حجَّ بهم سنة مئتين وستين هو إبراهيم بن محمَّد، كما عند الطبري والمصنف، وأن الذي حجَّ بهم في سنة إحدى وستين ومئتين هو الذي حجَّ بهم في السنة التي قبلها.
(٤) كذا في (خ) و (ف)!؟ ونص الكلام -كما في تاريخ بغداد ٨/ ٤٢٦ - : ولم يزل في أهل هذا البيت إمارةٌ وقيادة ورياسة، منهم عتاب بن أسيد ولاه رسولُ الله مكة. . . . ومنهم خالد بن أسيد، وهو جدُّ آل أبي الشوارب. اهـ وانظر المنتظم ١٢/ ١٦٤.