للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فزعمتِ النصارى أنَّها لم تجتمعْ قبلَ ذلك في الإسلام قط (١).

ووليَ قضاءَ البصرة إبراهيم بن محمد التيميّ.

وحجَّ بالنَّاس عبدُ الله بن محمد بن داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، وهو والي مكَّة.

وفيها توفي

محمدُ بن أحمد

ابن أبي دُؤاد، أبو الوليد الإياديّ، ولَّاه المتوكلُ القضاءَ والمظالمَ بعدما فُلِجَ أبوه أحمد، ثمَّ عزله عن المظالم، ثمَّ صُرِف عن القضاء (٢).

وكان بخيلًا مع شهرة أبيه بالكرم، وقال فيه إبراهيم بن العباس: [من البسيط]

عفت مساوٍ تبدَّتْ منك ظاهرةً … على محاسن بقَّاها أبوكَ لكَا

لئن تقدَّمت أبناءَ الكرام بهِ … لقد تقدَّم آباءَ اللئام بكَا (٣)

ولمحمد أخبارٌ في البخل منها أنَّ خبازَه شكا إليه أنَّ (٤) الخبز يبقى عنده حتَّى يجف، قال: قلل الخبز، قال: التنور كبير، قال: صغِّره أو اقطعه اثنين، وكان إذا حضرَ عنده ضيوف قدَّم لكلِّ واحدٍ رغيفًا، فَإِنْ عازَ شيئًا ستقرضَ من الجواري ولا يردُّ عليهنّ عوضَه.

وقد هجا عليُّ بن الجهم محمدًا وآباءه فقال: [من الكامل]

يا أحمد بن أبي دؤادٍ دعوة … بَعَثَتْ عليك جنادلًا وحديدَا

فَسدت أمورُ الدِّين حين وَليتَهُ … ورميتَه بأبي الوليد وليدَا

لا مُحكمًا جَزْلًا ولا مستطْرَفًا … كهلًا ولا مستحدثًا (٥) محمودَا


(١) تاريخ الطبري ٩/ ١٩٦، والمنتظم ١١/ ٢٦٦ - وفيه: لعشر خلت من ذي القعدة-، والكامل ٧/ ٧٢.
(٢) انظر تاريخ بغداد ٢/ ١٢٩ - ١٣٠، والمنتظم ١١/ ٢٦٨ - ٢٦٩.
(٣) تاريخ بغداد ٢/ ١٣١.
(٤) كذا في (خ) و (ف). وفي تاريخ بغداد ٢/ ١٣٢ أنَّه هو شكا إلى خبازه ....
(٥) في (خ) و (ف): ولا مستنشيًا. وفي تاريخ بغداد ٢/ ١٣٠: متشببًا. والمثبت من الأغاني ١٠/ ٢١٨، وانظر ديوان علي بن الجهم ص ١٢٤ (تكملة).