للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان من أحسن الناس خُلُقًا، وأشدِّهم قُوَّةً، كان يَصرَعُ الثَّورَ الشَّديدَ وحده، ويبارز الأُسودَ في صُيودها (١).

وكان المطيع قد خلَع عليه، وسَلْطَنَه، وطَوَّقَه، وسَوَّره، وقد ذكرنا أخبارَه في السنين.

وانتهى أمرُه إلى أن جاء عَضُد الدولة وأخرجه من بغداد، فعاد وحارَبَه ومعه أبو تَغْلِب بن حَمْدان، فانهزم أبو تغلب.

ذكر مقتل عز الدولة:

[قال ابن الصابئ:] لما التقى عز الدولة بعضد الدولة قاتل قتالًا شديدًا، وثَقُل به سلاحُه، فقصَّر به فرسُه، فوقع إلى الأرض، فظَفِرَ به بعضُ الأكراد، فأخذ ما عليه وهو لا يَعرفه، وخلَّى عنه، وأدركه أرسلان كورموش فتعرَّف عليه، وجاءه أرسلان تكين الكوركيزي، فأخذاه وحملاه إلى عضد الدولة، وقيل: إن رأسَه حُمل إلى عضد الدولة في طشت، فتأمَّلَه، وتفَقَّد طاقات شَعَرٍ أبيض كانت في عوارضه.

وكان سِنُّه لما قُتل ستًّا وثلاثين سنة، ومدةُ إمارته إحدى عشرة سنة وشهورًا، وقُتل جماعةٌ من خواصّه صَبْرًا بين يدي عضد الدولة [، وكان بين مَصْرَعِ عز الدولة وابن بَقيَّة اثني عشر يومًا (٢).

فصل وفيها توفي

[عبد الله بن محمد]

أبو القاسم الحَرَّاني، إمامُ جامع دمشق.

كان زاهدًا، صالحًا، وكانت وفاته بدمشق، ودُفن بباب كَيسان عند أبي إسحاق البَلُّوطيّ.

حدَّث عن محمد ابن أبي شيخ الحرَّاني وغيره. وروى عنه الدارقطني وغيره، وكان ثقةً صدوقًا] (٣).


(١) كذا، وفي المنتظم ١٤/ ٢٥٦: متصيداته.
(٢) وفيات الأعيان ١/ ٢٦٧، وتاريخ الإسلام ٨/ ٢٦٦، والسير ١٦/ ٢٣١.
(٣) مختصر تاريخ دمشق ١٣/ ٢٨٩، وتاريخ الإسلام ٨/ ٢٦٨، وما بين معكوفين من (ف م م ١)، وبعد هذا فيها: السنة الثامنة والستون وثلاث مئة.