للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد قنِعَتْ منكَ العصابةُ كلُّها … بعُشرِ الذي أعطيتَهُ لابنِ حَيُّوسِ

وما بينَنا هذا التَّفاوتُ كلُّهُ … ولكن سعيدٌ لا يُقاسُ بمنحوسِ

فقال: ولمَ بعُشرٍ؟ وهلَّا قالوا: بمِثْل. ثم وصلهم وأحسن إليهم.

وقُتِلَ نصر في السنة الآتية.

أبو الفتح منصور بن أحمد (١)

ابن دارست، وزير القائم بأمر الله، كان له مالٌ عظيم، فقيل للقائم: هذا أمين وهو غني النفس. فاستوزره، فلم يكن له دربة بالوزارة، وكان سيئ التدبير.

[السنة الثامنة والستون وأربع مئة]

فيها في يوم الثلاثاء ثالث المُحرم خرج مؤيد الملك بن نظام الملك من بغداد يريد والده، وكان أبوه قد مرض، وخرج معه أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد البيضاوي الشاهد رسولًا من الديوان إلى إبراهيم بن مسعود صاحب غزنة يخبر بوفاةِ القائم وإقامة المقتدي.

وفي يوم الاثنين سابع صفر فُتحت قلعة منبج، وارتُجعت من يد الروم بعد حصار طويل سلَّمها الحافظ لها بأمان إلى نصر بن محمود صاحب حلب، وأعطاه إقطاعًا ومالًا، وكانت مدة بقائها في يد الروم سبع سنين وشهرًا، فإنها أُخذت في المُحرَّم سنة إحدى وستين وأربع مئة.

وفي صفر ورد العميد أبو نصر إلى بغداد مطالبًا للديوان بمئة ألف دينار من إقطاعه وإقطاع حواشيه، وقال: العساكر كثيرة، وما عند السلطان مالٌ. فلم يُجِبْه الخليفةُ، وأخرج عميد الدولة وظفر الخادم إلى السلطان بهذا السبب، ولم يلتفت العميد إلى مجيء الجواب، بل أدخل يده في الإقطاع، وصرف بُوَّاب الخليفة وولاها الأعاجم، وورد سعيد الدولة الكوهراني إلى بغداد بسبب الوزير ابن جَهير، وعزله لأجل نظام الملك، فخرج الوزير إليه فتلقَّاه، فلم يلتفت إليه، ونزل أصحابه في دور الناس،


(١) المنتظم ١٦/ ١٧٠.