للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السنة الخامسة والثلاثون وست مئة]

فيها تُوفِّي الأشرف والكامل، وولي الجَوَاد دمشق.

وفيها اختلفت الخُوارَزْمية على الصَّالح أَيُّوب [بن الكامل] (١)، وأرادوا القَبْضَ عليه، وكان على الفرات، فهرب إِلَى سِنْجار، وترك خزائنه وأثقاله، وعَبَرَ الفرات من عند دير يسير، فنهبوا الجميع، ولما صار فِي سِنْجار سار إليه بدر الدين لؤلؤ، فحصره فِي ذي القَعْدة، فأرسل [الصالح] (١) إِلَى لؤلؤ يسأله الصُّلْح، فقال: لا بُدَّ من حَمْله إِلَى بغداد فِي قفص، وكان لؤلؤ والمشارقة يكرهون مجاورته، وينسبونه إِلَى التكبر والتجبر والظُّلْم، فألجأت الضَّرورة إِلَى أن بَعَثَ الصَّالح إِلَى الخُوارَزْمية وهم على حَرَّان يستنجدهم، فألجأت الضرورة إِلَى أن بَعَثَ الصَّالح إليهم بدر الدين قاضي سنجار، وحَطَّه من السُّور فِي حبل، فشرط للخوارزمية كل ما أرادوا، فساقوا جرائد من حَرَّان، فكبسوا بدر الدين لؤلؤ على سنجار، فنجا وحده على فرسٍ سابق، ونهبوا أمواله وخزائنه، والخيل والخيام، وجميع ما كان فِي عسكره، حتَّى بِيعت الدَّواة المفضضة التي تساوي مئتي درهم بخمسة دراهم، والطِّسْت والإبريق يساوي ثلاث مئة دِرْهم بِيعَ بعشرين درهمًا، واقتسموا الكُوسات والنقارات من ذلك اليوم، واستغنَوْا إِلَى الأبد.

وفيها خَطَبَ الكمال عمر بن أَحْمد بن هبة الله بن طلحة النَّصِيبي بجامع دمشق فِي شعبان بعد وفاة الدَّوْلعي.

وفيها تُوفِّي

خُطْلُبا بن عبد الله، صارم الدِّين التِّبْنيني (٢)

المجاهد، المرابط، الدَّيِّن، الصالح، [العاقل] (١)، تُوفِّي يوم الاثنين، ثالث شعبان، ودفن فِي تُرْبته التي أنشأها بقاسيون، ودَفَنَ بها شركس، [وهو الذي أنشأ هذه التوبة، ووقف عليها الأوقاف] (١)، وكان كثيرَ الصَّدقات والمعروف والصِّلات،


(١) ما بين حاصرتين من (ش).
(٢) له ترجمة فِي "تاريخ الإِسلام": (وفيات سنة ٦٣٥ هـ)، و"الوافي بالوفيات": ١٣/ ٣٤٧، وذكره أبو شامة فِي "المذيل على الروضتين": ١/ ٢٣٢، ٣٠٨.