للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالأندلس، ورتَّبَ رسومَ المملكة، وامتنعَ من التبذُّل للعامَّة، وانتخبَ الرجال للأعمال، واستوزرَ الأكْفَاء، وزاد في جامعِ قُرْطُبة، وبنى سورَ مدينة إشبيلية، وكان شُبِّه بالوليد بن عبد الملك في علوِّ همته وشرف نفسه، وكان محبًّا للعلماء والفضلاء، يأخذُ عنهم، ويصدرُ عن رأيهم ومشورتهم، ويقيمُ للناس الصلوات الخمس بنفسه، ويجلسُ لكشفِ المظالم، ويهتمّ بأمور الثغور، ويتولَّى الكلِّيَّات بمباشرته، ولا يثق فيه بأحد (١).

وكان له مئةُ ولد؛ خمسون ذكرًا، وخمسون أنثى، ولمَّا مات وليَ بعده ولدُه محمد، فأقام إلى سنة ثلاثٍ وسبعين ومئتين، [والحمد لله وحده] (٢).

محمدُ بن الحسين

أبو جعفر البُرْجُلاني، نُسِب إلى محلَّة البُرْجُلانيَّة، كان فاضلًا زاهدًا، له المصنفات الكثيرة في الرقائق.

سمعَ خلقًا كثيرًا، منهم زيد بن الحُبَاب وغيره، ورَوى عنه ابن مسروق (٣) وغيره، وكان صدوقًا ثقةً، وأثنى عليه الإمام أحمد، وكان إذا سُئِل عن أحاديث الزهد يقول: عليك بالبُرْجُلانيّ (٤).

[محمد بن خالد]

ابن يزيد بن غزوان البَرَاثيُّ، كان فاضلًا ديِّنًا ورعًا، وكان بشر الحافي يأنسُ إليه، ويقبل صلتَه؛ لورعه وحسن معاملته، وكان ذا مالٍ يتصدَّق منه، ويجهِّزُ المجاهدين إلى الثغور.

توفي ببغداد، أسندَ عن سفيان بن عيينة وغيره (٥).


(١) انظر الكامل ٧/ ٦٩ - ٧٠، والوافي بالوفيات ١٨/ ١٤٠ - ١٤١، وتاريخ الإسلام ٥/ ٨٦٢.
(٢) ما سلف بين حاصرتين من (ب).
(٣) اسمه: أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي. تاريخ بغداد ٣/ ٥.
(٤) تاريخ بغداد ٣/ ٥، والمنتظم ١١/ ٢٦٢. وترجمته غير واضحة في (ب).
(٥) تاريخ بغداد ٣/ ١٣١، والمنتظم ١١/ ٢٦٣، وهذه الترجمة ليست في (ب).