صالح بن محمَّد
ابن عَمرو بن حَبيب، أبو عليٍّ، الأسديُّ، البغداديُّ، الملقَّب جَزَرة.
وإنَّما لُقِّب بذلك لأنَّه جاء في حديث عبد الله بن بُسْر أنَّه كانت خَرزَة يَرقي بها المرضى، وكانت لأبي أُمامة الباهليّ، فصحَّفها وقال: جَزَرة، بجيم وراء معجمة.
وُلد صالح سنة خمس ومئتين، وكان مِمَّن يُرجع إليه في علم الآثار، انتقل من بغداد إلى بُخارى، وأقام بها إلى أن مات بها، فحصل حديثه عند أهلها.
سمع هشامَ بن عمار وغيرَه، وروى عنه مسلمُ بن الحجَّاج وغيرُه.
وقال: كان ببغداد شاعران؛ أحدُهما صاحب حديث، والآخر معتزليٌّ، فمرَّ بي المعتزليُّ يومًا فقال: يا بنيّ، كم تكتب؟! يذهبُ بصركَ، ويَحْدَودبُ ظهرُكَ، ويزداد فَقرُكَ، ثمَّ أخذ كتابي وكتب عليه: [من مجزوء الكامل]
إنَّ القراءةَ والتَّفقُّه … والتَّشاغلَ بالعُلُوم
أصلُ المَذَلَّة والتقلُّل … والمَهانة والهُمُوم
ثمَّ ذهب، وجاء الآخر فقرأ الشعر، فقال: ما هذا؟ فأخبرتُه فقال: كذب عدوّ الله، بل يرتفع ذكرُكَ، وينشرُ علمك، ويبقى اسمُك مع اسم رسول الله ﷺ إلى يوم القيامة، ثمَّ كتب على كتابي: [من مجزوء الكامل]
إنَّ التشاغُلَ بالدَّفاتر والكتابة والدِّراسه
أصلُ التفقُّه والتزهُّد والرِّياسة والسِّياسه
واتَّفقوا على صدقه وفضله وثقته (١).
[وفيها تُوفِّي]
عبد الله بن محمَّد
أبو العبَّاس، الأنباريُّ، النَّاشيء، الشاعر، ويعرف بابن شِرْشِير.
[قال الخَطيب: قدم بغداد فأقام بها مدة. و] له تصانيف في الردِّ على الشعراء وأهلِ
(١) تاريخ بغداد ١٠/ ٤٤٠، وتاريخ دمشق ٨/ ٢٢٥، وتاريخ الإِسلام ٦/ ٩٥٣، والمنتظم ١٣/ ٥٢ وذكره في وفيات سنة (٢٩٤ هـ).