للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العقيليون لرجل فيهم يقال له: رحمة بن طراف: إذا برز جعفر فاقتُلْه، واندسَّ بين الناس، فلما أبرزه محمَّد؛ وثب عليه رحمة، فقتله، فأخذه محمَّد وأخذ بني عقيل، فحبسهم، ولا زال يعذِّب رحمة حتَّى قتله. ومات هشام بنُ عبد الملك بعد جمعة (١).

وجعفر من شعراء الحماسة، فمن شعره:

لا يكشفُ الغمَّاء إلا ابنُ حرَّةٍ … يرى غَمَراتِ الموتِ (٢) ثمَّ يزُورُها

نُقاسِمُهُمْ أسيافَنَا شَرَّ قِسْمةٍ … ففينا غَواشيها وفيهم صدورُها (٣)

ومن شعره:

هوايَ مع الرَّكْبِ اليمانيّ (٤) مُصْعِدٌ … حثيثٌ (٥) وجُثماني بمكةَ موثَقُ

عَجِبْتُ لِمَسْرَاها وأَنَّى تَخَلَّصتْ … إليَّ وبابُ السجنِ دونيَ مُغْلَقُ

أَلَمَّتْ فَحَيَّتْ ثمَّ قامَتْ فَوَدَّعَتْ … فلمَّا تَوَلَّتْ كادتِ النفسُ تَزْهَقُ

فلا تَحْسَبِي أَنِّي تَخَشَّعْتُ بَعْدَكُمْ … لشيءٍ ولا أنِّي من الموتِ أَفْرَقُ

ولا أنَّ نفسي يَزْدَهِيها وَعِيدُكُمْ … ولا أنَّني بالمَشْيِ في القَيدِ أخْرَقُ

ولَكِنْ عَرَتْني في هواكِ صَبَابَةٌ … كما كنتُ أَلْقَى منكِ إذْ أنا مُطْلَقُ (٦)

جَبَلَة بن سُحَيْم

أبو سُرَيرة (٧) الشَّيباني الكُوفيّ، من الطَّبقة الرابعة [من أهل الكوفة (٨).


(١) لم أقف على هذا الخبر، ولعله في ترجمة محمَّد بن هشام بن إسماعيل في "تاريخ دمشق"، وهي ضمن خرم فيه. وتنظر أخبار جعفر بن عُلْبة في "الأغاني" ١٣/ ٤٥ - ٥٧.
(٢) في (خ): اليوم (؟).
(٣) شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ١/ ٤٩ - ٥٠. قوله: ففينا غواشيها … الخ. قال المرزوقي: المعنى: قاسمناهم سيوفنا، ففينا مقابضها وفيهم مضاربُها.
(٤) في "شرح ديوان الحماسة" ١/ ٥١ أو المصادر الأخرى: اليمانين.
(٥) في المصدر السابق: جَنِيبٌ، وذكر فيه المرزوقي رواية: حثيث. وقال: الصحيح: جَنِيب، لفظًا ومعنًى.
(٦) شرح ديوان الحماسة ١/ ٥١ - ٥٥. ومن قوله: وكان إبراهيم لما ولي المدينة احتجز الأموال (قبل صفحتين) … إلى هذا الموضع، ليس في (ص).
(٧) في "الإكمال" ٤/ ٢٩٧: أبو سُوَيْرة. وذُكرت له الكنيتان في "تهذيب الكمال" ٤/ ٤٩٨، و"مختصر تاريخ دمشق" ٥/ ٣٧٤.
(٨) ذكره ابن سعد في "الطبقات" ٨/ ٤٢٩ في الطَّبقة الثالثة من أهل الكوفة.