للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أكل لسانَ أبي بكر.

محمَّد بن طاهر بنِ عبد الله

ابنِ طاهر بن الحسين، أبو العبَّاس، النَّيسَابوريُّ.

أميرٌ ابن أميرٍ ابنِ أميرٍ ابن أميرٍ، ولَّى المأمون جدَّه طاهرًا الجزيرةَ والرَّقَّة، ثمَّ خُراسان، فمات، فولَّاها ابنَه عبد الله، فمات، فوليها ابنُه طاهر، فمات، فوليها ابنُه محمد صاحب هذه الترجمة، فكانت مدَّةُ إمارة بني طاهر من أيَّام المأمون إلى هذه السنة، وكان يعقوب بن الليث الصفَّار قد ظفر بمحمَّد، فكان معه أسيرًا يطوف به البلادَ إلى سنة اثنين وستِّين ومئتين، خَلُص من أسره، فلم يزل مقيمًا بمدينة السَّلام حتَّى مات.

سمع محمد بن طاهر من إسحاقَ بنِ راهويه وغيره، وروى عنه أحمدُ بن حاتم المَرْوزيّ، ومات ببغداد في أيَّام المقتدر سنة ثمانٍ أو سبعٍ وتسعين ومئتين، ودُفن إلى جانب عفه محمد بن عبد الله بن طاهر بمقابر قريش (١).

محمد بن العبَّاس بن محمد

ابن عمرو الجُمَحيُّ، القاضي.

أصلُه من البصرة، وسكن دمشقَ بعد التسعين ومئتين.

وكان وَرِعًا، صالحًا، فاضلًا، عَفيفًا، وإذا تقدَّم إليه ذو جاهٍ لا يلتفت إليه.

جاءه ابنُ زُنْبُور الوزير ومعه كيغلغ (٢)، فجلسا عنده، فقال له الوزير: للأمير كيغلغ حكومةٌ، يشتهي أن تقضيَ فيها على اختلاف العلماء، فغمَّض عينيه وقال: والله لا أفتحهما وأنتما جالسان، فما فتحهما حتَّى قاما من مجلسه، وما قام قطُّ لظالمٍ.

وكان له بيتٌ صغير، إذا جاءه أحد من أبناء الدُّنيا قام فدخل البيت، فإذا جلس الرجل قام فخرج.

وكتب إليه محمَّد بن علي ابن الشيخ الماذرائي أبياتًا يعاتبه فيها: [من المتقارب]


(١) تاريخ بغداد ٣/ ٣٦١، والمنتظم ١٣/ ١٠٢ - ١٠٣، وتاريخ الإسلام ٦/ ١٠٣٠.
(٢) في تاريخ دمشق ٦٢/ ٣٦٤: أبو زنبور ومعه ابن كيغلغ.