للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها توفِّي]

[عبد الله بن العباس]

ابن أحمد بن محمد بن عاصم، ويُعرف بالعُصْمي، من أهل هَراة.

وُلدَ سنة أربع وتسعين ومئتين، وسافر، ولقي الشيوخ.

[ذكره الخطيب فقال:] (١) وكان ثقةً نبيلًا رئيسًا جليلًا، من ذوي الأقدار العالية، وله إفضالٌ كبيرٌ على الصالحين والفقراء المستورين، وكان يُضرَبُ الدينار فيه مثقال ونصف، ويقول: إن الفقير يفرح إذا ناولتَه كاغَدًا (٢) يتوهَّم أنَّ فيه (٣) فضةً، ثم يفتحه فيجده ذهبًا، فيفرح، فإذا وزنه ووجده قد زاد على المثقال ازداد فرحُه.

استشهد [برسداق خواف من أعمال نيسابور، وأوصى أن يُحمل تابوتُه إلى هَراة، فحُمل إليها ودُفن بها، سمع بنيسابور مكيَّ بن عبدان، وبالري أحمد بن خالد الحروري، وببغداد يحيى بن صاعد وغيرهم. وروى عنه الدارقطني وابن رَزْقويه وغيرهما، وقَدِم بغداد وحدَّث بها، وسمع أيضًا، وأجمعوا عليه (٤).

[وفيها توفي]

[عبد الله بن محمد]

ابن عثمان بن المختار أبو محمد المزني الواسطي، [ويعرف بابن السَّقَّاء.

قال الخطيب (٥): ورد بغداد فحدَّث بها مجالسه كلَّها من حِفْظِه بحضرة ابن المظفَّر والدارقطني، وكانا يقولان: ما رأينا معه كتابًا إنما حدَّثنا حفظًا، وما أخذنا عنه خطأ


(١) تاريخ بغداد ٣/ ١٢٠.
(٢) الكاغِد: القرطاس. المعجم الوسيط (كغد).
(٣) في النسخ: يتوهَّمه، والمثبت من تاريخ بغداد.
(٤) هذا الكلام بمعناه في المنتظم ١٤/ ٣٣٦، إلا أنه وقع فيه اختلافان، الأول: في اسم صاحب الترجمة، حيث وقع فيه: محمد بن العباس. والثاني: أنه ذُكر في وفيات سنة ثمان وسبعين وثلاث مئة!.
(٥) تاريخ بغداد ١٠/ ١٣٠ - ١٣١، وما بين حاصرتين منه، ووقع بدلًا عنه في (خ) و (ب) ما نصُّه: الحافظ، كانت وفاته بواسط، وكان ثقة، وقال.