للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: ورأى قوسًا ينادى عليه من يشتريه بدينار، فمْال أشعب: لو أنَّ هذا إذا ضُرِب به طائرٌ وقعَ مَشويًّا بين رغيفين ما شريتُه بدينار.

وقال الهيثم: وقيل له: هل رأيتَ أطمعَ منك؟ قال: نعم، أمِّي كنت إذا جئتُها بشيءٍ أتهجَّاه حرفًا حرفًا مخافةَ أن أخبرها به جملةً فتموت فرحًا.

واختلفوا في وفاته، فقال الأصمعيُّ: مات في هذه السنة.

وقال الجاحظ: عاشَ إلى أيَّام المهدي، وكان في فتنة عثمان بن عفان يسقي الماء.

وقال [أبو] (١) القاسم بن عساكر: أسندَ أشعب عن أبان بن عثمان، وعبد الله بن جعفر، وسالم بن عبد الله.

وقد حكى ابنُ عساكر (٢) عن الدارقطنيِّ أنَّهما أشعبان؛ أحدهما الطامع مولى عثمان بن عفان، وهو ابن أم حميدة، والثاني أشعب بن جبير، مولى ابن الزبير.

وقال عبد الغني بن سعيد: هما واحد (٣).

وذكره الخطيب (٤) قال: وهو خال الواقدي، قدمَ بغداد في أيام المنصور والمهدي، وغنَّى بها، وكانت له ألحانٌ مطربة.

وهذه الروايةُ تدلُّ على أنَّه مات في أيام المهدي.

[عبد الكريم بن أبي العوجاء]

وكان متَّهمًا بالزندقة، وهو خالُ معن بن زائدة، فأتي به إلى محمد بن سليمان (٥) عامل أبي جعفر على الكوفة، فحبسَه، وبلغَ أصحابَهُ ببغداد، فألحُّوا على حاشية أبي جعفر بالشفاعات فيه، فكتبَ أبو جعفر إلى محمد: لا تحدثنَّ فيه حدثًا حتَّى يأتيك أمري، وبذلَ ابنُ أبي العوجاء لمحمد بن سليمان مئة ألف درهم على أن يؤجِّله ثلاثة أيام علي يدي ابن أبي الجبَّار صاحب شرطة محمد، ولأبي الجبار أيضًا وعده بمال،


(١) ما بين حاصرتين ليس في (ج). وانظر تاريخ دمشق ٣/ ٤٩ (مخطوط).
(٢) تاريخ دمشق ٣/ ٥٩ (مخطوط).
(٣) وكذا قال الخطيب في تاريخه ٧/ ٥٥٢: والذي عندي أنهما واحد.
(٤) انظر تاريخ بغداد ٧/ ٥٠١.
(٥) في (ج): سلمان. والمثبت من تاريخ الطبري ٨/ ٤٨، والمنتظم ٨/ ١٨٤، وغيرها.