للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال البَلاذُريّ. كتب عُمارة بن عُقبة بن أبي مُعَيط من الكوفة إلى معاوية يُخبره: أن قد خرج على أمير المؤمنين قُرَّاءُ أصحابه ونُسَّاكُهم، وأنه سار إليهم فقتلهم، وقد فَسَد عليه جُندُه وأهلُ مِصره، ووقعت العَداوةُ بينهم، وتفرَّقوا أشدَّ فُرقة.

وقال البلاذري أيضًا: ولما بلغ معاوية أن أمير المؤمنين مُجِدٌّ في غَزوه، وأنه يَدعو الناس إلى جهاده، وإعادةِ الحرب بينه وبينه؛ هاله ذلك، وخرج عن دمشق، فعسكر بظاهِرها، وبعث المُسْتَصرِخين إلى كُوَر الشّام يُنادون: ألا إن عليًّا قد أقبل إليكم، وإنا كنَّا حَكَّمنا حكَمَين؛ فخلعه حكَمُه، وأثبتني حَكَمي، وكان بيننا شُروطٌ فنكثَها، وقد أقبل إليكم بخَيله ورَجِله، ناكثًا ظالمًا باغِيًا، فاستعِدُّوا لقتاله، انفروا خِفافًا وثِقالًا، فنَفَر إليه من كلِّ أَوْبٍ، ثم أراد معاوية المسيرَ إلى صفِّين فتوقّف (١).

وقال الشعبي: وفي هذه السنة بعث أمير المؤمنين لما عاد من صفّين جَعْدَة بن هُبَيرَة المَخْزومي -وكان ابنَ أختِ علي أمِّ هانئ بنت أبي طالب- إلى خُراسان، وكانوا قد كفروا، فحاصروا أهلَ مَرْو ونَيسابور، فصالحوه على ما أراد، وعاد.

وحجّ بالناس في هذه السنة عُبيد الله بنُ العبَّاس، وكان عامل علي على اليمن ومَخاليفِها، وكان على مكة والطّائف قُثَم بنُ العبّاس، وعلى المدينة سَهْل بن حُنيف الأنصاري - وقيل: كان عليها تَمَّام بنُ العبّاس - وكان على البصرة عبد الله بن عباس، وعلى قضائها أبو الأسود الدِّيلي، وكان على الكوفة أبو مَسعود الأنْصَاريّ؛ استَخْلَفه علي لما خرج إلى صفّين، وعلى خُراسان خُلَيد بن قُرَّة اليَرْبوعيّ، وعلى مصر محمد بن أبي بكر (٢).

وفيها توفي

حابِس بن سعد بن ربيعة الطّائي اليماني

واختلفوا في صُحبته؛ فقال البخاري وأبو حاتم: أدرك رسول الله (٣).


(١) أنساب الأشراف ٢/ ٢٧٥ - ٢٧٦.
(٢) تاريخ الطبري ٥/ ٩٢ - ٩٣.
(٣) التاريخ الكبير ٣/ ١٠٨، والجرح والتعديل ٣/ ٢٩٢.