للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

درهم، فنظروا، فإذا قد ردَّ كلّ دينارٍ اثنين وثلاثين دينارًا، وردَّ باقي الخمسين ألف دينار، فكتبَ إسحاق إلى المتوكِّل بذلك، وقال: هذا الكيمياءُ الَّذي يجب على الخلفاء النظرُ فيه (١).

وكان إسحاق حازمًا عاقلًا جوادًا، ولمَّا انتهى خبر مرضِه إلى المتوكِّل بعث إليه ابنَه المعتزّ مع بُغَا الشرابي وجماعةٍ من القوَّاد والخاصَّة لعيادته من سامرَّاء.

وكانت وفاته يوم الثلاثاء لستٍّ بقينَ من ذي الحجَّة، وصَيَّر ابنه محمدًا مكانه، وخُلِعَ عليه وقُلِّدَ سيفًا (٢).

وقال الطبريُّ: إنَّه ماتَ هو والحسنُ بن سهل في يومٍ واحد سنة ستٍّ وثلاثين ومئتين (٣).

[إسحاق بن يحيى بن معاذ]

ابن مسلم الخَتْلِيّ، من خَتْلَان، بلدٍ عند سمرقند.

وليَ دمشق في أيام المعتصم وفي أيَّام المأمون (٤)، ثمَّ وليَها مرَّةً أخرى في أيَّام الواثق، وولي مصر من قبل المنتصر في أيَّام المتوكِّل، وماتَ بها.

وكان جوادًا ممدَّحًا شجاعًا عاقلًا، ورثاه بعض البصريين فقال: [من الطويل]

سقى اللهُ ما بين المقطَّمِ والصَّفا … صفَا النيل صوبَ المُزنِ حيثُ يصوبُ


(١) المنتظم ١١/ ٢٢٥ - ٢٢٦.
(٢) تاريخ الطبري ٩/ ١٨١.
(٣) انظر الكامل ٧/ ٥٢ - ٥٣، ونقل الطبري في تاريخه ٩/ ١٨٤ عن بعضهم أن وفاة الحسن بن سهل كانت في أول ذي الحجة، ثم قال: وقال قائل هذه المقالة: مات محمد بن إسحاق بن إبراهيم في هذا الشهر لأربع بقين منه.
ثم نقل الطبري عن القاسم بن أحمد الكوفي قوله: إن وفاة الحسن بن سهل يوم الخميس لخمس ليال بقين من ذي القعدة من سنة خمس وثلاثين ومئتين، ثم ورد كتاب صاحب البريد بوفاة محمد بن إسحاق بن إبراهيم يوم الخميس لخمس خلون من ذي الحجة، فجزع المتوكل، وقال: تبارك الله! كيف توافت منية الحسن ومحمد بن إسحاق في وقت واحد. أهـ.
فالمذكور في الخبر عند الطبري محمد بن إسحاق بن إبراهيم، بدل إسحاق بن إبراهيم.
(٤) في تاريخ دمشق ٢ / (مخطوط)، ومختصره ٤/ ٣١٧: ولي دمشق من قبل المعتصم في خلافة المأمون.